في البلد حيتان ضخمة، بطونها تتسع لابتلاع ما تريد ابتلاعه، لكنها برية تعيش على دماء وأجساد وحتى عظام من تستطيع أو تستهدف ابتلاعه.
في الدواء والغذاء والكهرباء والماء... إلخ، وكل ما يتصل بحياة النّاس بصلة، تسرح وتمرح بكامل حريتها كون (حاميها حراميها) فلا حسيب ولا رقيب يراقب.
يحتكرون ويمنعون الدواء عن المرضى بهدف رفع أسعاره.
وتضرب أذيالها الضخمة سطح المجتمع فترتفغ أمواج الأسعار لما يناسب بطونها التي لا تشبع.
تذكر بأسطورة التنين الذي يريد أكل فتاة المدينة، ولكنها تريد اكل المدينة برمتها انسانها وبنيانها..
جهازها الهضمي قادر على هضم كل شيء حتى المنتجات النفطية، وعرق الكادحين في سبيل رزقهم والبحص والرمل وصخور الجبال ومياه الينابيع.
جعلوا الحدود سائبة للذاهب والآتي، واجبروا شباب الوطن على التزاحم عند أبواب السفارات للهجرة إلى حيث الأمان والرزق.
سرطان سياسي لا يفيد معه الا الاستئصال، ولكن من هو الجراح الماهر؟!
الوطن كلّه في بطن الحوت.
والذي أخرج يونس قادر على اخراجه..
وحتى ذلك الوقت ليس أمام إنسان هذا الوطن الا العض على النواجذ والاستعانة بالله.