يحكى ان هراً ضخماً وشرساً كان يتحكم بمملكة الهررة، فتخافه الفئران بشدة، ولا يمكن ان يمر فأر في المملكة الا وكان وجبة جاهزة لهذا الهر دون غيره والا فان انتقامه يكون شرساً ممن يأكل فأراً بدون اذنه، حتى انه لُقب «بالبلطجي»، ولكن هذا الهر كان كل يوم يجلس ويلوم نفسه كيف ان اصدقاءه لا يحبونه بل يخافونه لما يتسببه من رعب داخل المملكة، فنصحه صديقه الثعلب ان يتظاهر بالتوبة ويؤكد حبه للعيش المشترك مع زملائه ومع الفئران ايضاً، اعجبته الفكرة وقال لماذا لا اجرب حظي؟ فجمع كافة الهررة وابلغهم انه تاب ولن يتسبب بالاذى لأي هر آخر ولن يلاحق الفئران التي تستطيع ان تتجول على هذه الارض بدون ان تخاف منه، حتى انه ذهب بعيداً في توبته، وقال سأحمي كل الفئران من الهررة امثالي، يجب ان نعيش كلنا في سلام ووئام ونستطيع ان نجد قوتنا من فضلات الطعام هنا وهناك وليس لزاماً ان نقتل الفئران لنأكل.
تأثر بقية الهررة بافكاره الجديدة «المستوردة» وقرروا ان يصدقوه، فكان يظهر لهم الحب والتعاطف ولكن الفئران لم تكن تجرؤ على دخول المملكة «لأن من جرب المجرب كان عقلو مخرب»، فحاول اصدقاؤه اقناع الفئران انه تغير ويمكن لهم العبور على هذه الارض بدون خوف، ولكن حكماء الفئران رفضوا هذه التسهيلات، وكان للهر البلطجي منافس لم يصدق توبته فراهن عدد من الهررة انه سيكشف امره، فاصطاد فأراً دون ان يقتله وتواعد مع زملائه لزيارة البلطجي، وعندما جلسوا يتحدثون افلت هذا الهر الفأر وما ان رآه البلطجي حتى ركض وراءه لاصطياده، وهكذا انكشفت حيله امام الهررة والفئران، فنبذه الجميع وقرروا ان يخافوه بل ان يتحدوه، ونظر اليه مستشاره وقال له: الخداع صعنة لا يتقنها سوى الثعلب، وانت رسبت في هذه الصنعة.