بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

28 أيار 2021 12:14ص الداروينية اللبنانية

حجم الخط
نعلم جميعاً بأن بلداً مثل لبنان عصيٌ على الفهم: يحار فيه الخبراء والدارسون كما الناس العاديون. قبل الحرب الأهلية المشؤومة، وفي زمن الرخاء والبحبوحة، جيء بخبير أجنبي كي ينظم المسار الاقتصادي في البلد. لكنه رجع إلى بلاده بخفي حنين. قولته المشهورة آنذاك كانت: أيها اللبنانيون ابقوا على ما انتم عليه! لا داعي لادعاء الفهم إذن. بعد الآن ستعيشون كاستثناء. أستعيد اليوم فوق هذه الأطلال المُمتدة بلا أفق واضح الأمس بأعمدته الدخانية. أسأل بحذر في طلب فهم ما يجري من حولنا: كيف يصمد اللبنانيون وسط هذا الانهيار الحاصل في عملتهم؟ لا بد أن هناك خفايا وزوايا لن ينيرها ضوء أي جواب مهما كانت درجة سطوعه. اذا بقيت المداخيل ثابتة بالليرة بينما يدفع المواطن ثمن السلعة نفسها عشرة أضعاف على سعر الدولار في السوق، فمن أين له أن يصمد على العيش؟ وكيف لفمه أن يصبر على كل هذا السكوت وليده أن تطيق الوقوف في مكانها؟ كظل مقطوع الا تولد الثورة من رحم الأحزان والاستبداد والذل؟ فأين هي ثورتنا وقد بلغ السيل الزبى؟ لكنني استدرك من دون أسف: الثورة يصنعها شعب فهل نحن شعب حقا؟ سيقولون اموال الاحزاب ومساعداتها ودعم المغتربين بالعملات الاجنبية وغيرها من الاسباب المتنوعة. الا ان نوعاً من الداروينية اللبنانية حيث البقاء للاقوى أفراداً وطوائف وجماعات هي التي توفر الارضية الخصبة لبذور الشوك القاتلة التي تجعل من هذا الوطن حقلا لا يمكن وطؤه من غير جراح تصيب كل اعضاء الجسد. لست في معرض تقرير شيء. فلربما ما اكتبه هو ايضا ضرب من هذه الداروينية! 

أخبار ذات صلة