بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

30 تشرين الثاني 2018 12:05ص السِّلْمُ.. حربٌ مستمرة!

حجم الخط
الحربُ الأهلية دمرّت لبنان؛ قتلت آلاف اللبنانيين، وهجّرت آلافاً، سواء داخل وطنهم الصغير أو خارجه، في بلدان الاغتراب. أجيال ماضية كثيرة شهدت تلك الحرب القذرة، ودفعت بسببها أثماناً باهظة. وأجيال أخرى طالعة، سمعت عنها ولم تعش مآسيها، وإن كانت قد عرفت بدورها الحرب القاسية مع العدو، كما شهدت أزمات أمنية عدّة، جرّاء بقاء النفوس المتحاربة القديمة في المواقع الجديدة.
الحرب هي الحرب إذاً، خبرها اللبنانيون قبل غيرهم، وذاقوا كأسها المرّة؛ بل الأشدّ مراراة على الاطلاق، حين تكون هذه الكأس بيَدِ لبنانيّ، يُسقيها إلى لبناني آخر. 
وقد دارت رحى الحرب «الكونية» في بيروت أولاً، قبل أن تأتي اليوم على باقي العواصم العربية التاريخية التي تئنّ تحت نيرها، ويُكوى بها إنسانُها. 
الحرب تعني دمار الحجر والبشر على حدّ سواء حين تكون مع غير العدو الحقيقي. والحرب تعني حُكماً العودة بالبلاد والعباد، سنوات عدّة إلى الوراء، وربما قرناً كاملاً! 
والناظر في حال منطقتنا العربية اليوم، يعرف تماماً، كم قرناً تُعيدنا الحروب العبثيّة والسينمائية والمجّانية إلى الوراء، إلى كهوف الماضي (وليس رحابه الفسيحة) التي لا نأخذ منها سوى السواد والظلمة. 
هذا عن الحرب الداخلية وويلاتها. ولكن ماذا عن السلم الأهلي ونعيمه؟ هل عساه أعطى لشعبه الأمن والأمان؟ وهل فتح أمامهم كلّ آفاق المستقبل الذي يستحقونه؟ 
معروفة أحوالنا للقريب والبعيد! 
دمارٌ يجتاح كل شيء. دمارٌ يكاد يكون أخطر بمئات المرّات من دمار الحرب. انهيار كامل للقيم والمبادئ العليا. انتشار غير محدود للفساد الأخلاقي والسياسي في كل شؤون الحياة. 
طبقة سياسية تحوّلت إلى سرطان حقيقي، ينهشُ جسد الوطن، يرفع حرارته دائماً، ويبقيه مشلولاً في غرفة الإنعاش. 
طبقة حوّلت السِّلْمَ إلى حرب مستمرة!

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!