بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

13 آذار 2021 12:00ص الشجرة والوطن

حجم الخط
كان في الزمان البعيد طفل يلهو كل يوم تحت شجرة تفاح حتى باتا صديقين تماما، كبر الطفل واصبح شاباً وعندما جاء الشجرة كان حزينا يريد المال ليعيش اقترحت  عليه بيع ثمارها ففعل،وبعد فترة جاء يخبرها انه يحتاج الى بناء منزل فاقترحت عليه اخذ اغصانها لبناء المنزل ففعل،ومرت الايام وجاء اليها مجدداً يفكر بالهجرة لكنه لا يملك مركباً فاقترحت عليه اخذ جذعها وبناء مركب والسفر ففعل، وبعد سنوات طوال اصبحت الشجرة مجرد جذور في الارض، وعندما جاءها الرجل قالت له لم اعد املك شيئاً لأعطيك وليس عليك الا ان تستريح الى جانبي.

هذه قصة الشجرة والطفل هي تماماً تشبه قصة الشعب اللبناني مع الوطن، او ما يمكن ان نسميه قسماً من الشعب «العظيم» ،لقد قدم هذا الوطن خيراته من سهوله وجباله ومائه وهوائه، سلب هذا الشعب كل شيء فصحّر الجبال وجعلها مقالع ومكاسر ليبني بيوتاً لا تأوي الفقراء بل لزيادة ارصدته في البنوك الخارجية، وقطع اشجاراً ونهب الماء وسرق الكهرباء وجاء اليوم ليسأل هذا الوطن ما يمكن ان يعطيه ايضاً لكن الوطن لم يعد يملك شيئاً ليعطيه،الخزانة فارغة الارض قاحلة الغاز لا يمكن استخراجه لأسباب المحاصصة الداخلية ولأطماع العدو به.

حتى خشب الارز الذي حمل اللبنانيين الى الخارج في سفن شامخة يشهد اليوم على خذلان اهل البيت لأولئك الذي غامروا في البحار ليدعموا اهلهم هنا ، فسرقوا منهم في المصارف جنى العمر وجعلوهم يكفرون بهذا الوطن او العودة اليه، فان لم يتبقَ الا جذور الشجرة فمن المحتمل ان تفرخ من جديد فهل ينتفض طائر الفينيق من جديد؟.

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!