بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 أيار 2023 12:17ص الشعب يقيِّد نفسه!

حجم الخط
شعب ابكم وحكّام صمّ، هو حال اللبنانيين اليوم، يصرخون في داخلهم بدون ان يعبروا عن غضبهم وكأن هناك من يعقد لسانهم ويمنعهم من الكلام، يقابلهم حكّام فقدوا حس الانسانية قبل ان يفقدوا حاسة السمع لتمنعهم عاهتهم المستجدة هذه عن انين الفقراء المتزايد على قارعة الوطن.
لبنان الذي يئن بعبء النزوح وعبء الازمات الاقتصادية لا يتوقف تجّاره وسياسيّوه عن المتاجرة بخبز الناس وقوتهم وصحتهم، بل يزدادون تنكيلاً بجثث لبنانية حية.
هذا الشعب الميت ليس من الخوف من زعماء «الكرتون» او من الجوع والعطش والوصول الى الانهيار الكامل، هذا الشعب صامت اليوم لأنه كلما فكر فريق ان يتحرك يخرج اليه اباطرة الطوائف ليصلبوه امام الآخرين وكأنه كافر.
هو كافر كل من يخرج عن طوع الزعيم من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب والا ما تفسير هذا الصمت المريب، هل تعب الشعب من المطالبة بحقوقه ؟ ام انهم باتوا على يقين ان صراخهم سيذهب سدى ، ولن يحصّلوا سوى الصدى.
كيف يسكت من لا يجد الدواء ويذل من اجل تأمين ثمن البديل؟ كيف تسكت أمّ لا تستطيع ادخال ولدها بحالة طارئة الى المستشفى؟ كيف يسكت المريض عن الوجع المتزايد في جسده ولا يجد الدواء؟ اسئلة صحية برسم حكومة اختارت الامعان في تعذيب شعبها الساكت عن الحق حتى بات شيطاناً يصفق لجلاديه.
كان الشاعر يقول: اذا الشعب اراد الحياة لا بد للقيد ان ينكسر، واليوم نقول للشاعر الشعب يريد الحياة ولكنه هو من وضع قيده وسلَّم المفاتيح الى الجلادين.
أخبار ذات صلة