بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

11 أيار 2018 12:05ص الصّناديق الصغيرة والكبيرة

حجم الخط
الانتخابات انتهت. خرج الجميع من الصندوق الصغير إلى الصندوق الكبير أو بالأحرى من صناديقهم الصغيرة إلى صناديقهم الكبيرة. السلطة نجحت بعدما تحالفت مع نفسها. كيف لا وهي التي تتحكم بكل أنواع الصناديق؟ فعندما تكون أنت صاحب الصندوق، وتكون أنت من يُهندس مقاييسه، وتقرر بنفسك مدى سعته، يصبح الحديث عن الأصوات المُقترعة فيه نافلاً أو من باب ذر الرماد في العيون. هل هذا ما يحصل في الدول التي تتعامل مع الديموقراطية بوصفها مطيّة لمجموعة من القواعد القبلية والطوائفية والأعراف القطيعية والاستفتائية؟ 
هل ثمّة حقاً إمكان لانتخابات نزيهة في ظل هذه الحقيقة المرّة التي تتجرّع شعوب المنطقة كأسها منذ عقود طويلة؟ ألا يُشير انخفاض نسبة الاقبال على التصويت في الانتخابات التي تجري في دولنا سواء أكانت رئاسية أم برلمانية أم بلدية إلى إحباط كبير قد أصاب الناس أو الناخبين، فأفقدهم ثقتهم بالطبقة السياسية الحاكمة في بلادهم، والأمل بأي تغيير حقيقي وفعلي لمجريات الأمور من حولهم؟ 
هل صندوق الاقتراع الصغير الذي تستفرس السلطة القابضة على مصائرنا لحشرنا فيه بشتى الطرق الممكنة، هو الذي سيُخرجنا من الصندوق الكبير، الطائفي أو المذهبي أو العرقي أو العصبي، الذي يؤطّر حياتنا ويضيّق عليها الخناق، ويجعل منا مجرّد أرقام في سريّة متعددة الوجوه، لا يعلم إلا الله مداها؟ 
مقاطعة الانتخابات من قبل شريحة كبيرة من المواطنين يعني رفضها الصارم للمشاركة في ما يعتبرونه مسرحية ديموقراطية تزداد سنة بعد سنة، سوءا في السيناريو وكارثية في الإخراج. لكن السلطات القائمة على أرضنا العربية، تصمّ أذانها عن أصوات الناس الحقيقية. صحيح أنها تريد أصواتهم لكن بعد تفريغها من وعيها وتحويلها إلى مجرد أصداء زائلة.

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!