لا يمكنك أيها الفقير ان تتهرب من الضرائب التي تفرضها دولة «الاغنياء» ، فهذه الدولة اخذت على عاتقها أن تلاحق أي فقير يجرؤ على التهرب من قرش واحد ضريبي، حتى ان بعض الضرائب تكرر في العام مرتين على اعتبار أن هناك اخطاء في الحواسيب، وهذا الفقير الذي لا حول ولا قوة له يقوم بالتسديد رغم ان الخدمة التي تقدمها مؤسسات هذه الدولة العظيمة كشعبها اللبناني هي من أسوأ خدمات العالم.
ففي القرن الواحد والعشرين لا زال اقصى طموح اللبناني أن ينعم بكهرباء دولته 4 أو 5 ساعات،أو أن يحصل على الماء مرة في الاسبوع او ان يخفض سعر المحروقات بضع ليرات مع التعرفة الجديدة للأسعار مقارنة مع ارتفاع قياسي في التعرفة الاولى.
هل هذا هو اللبناني «الشايف حالو» يقنع بأبسط الأمور بعد ان ترك لقلة فاسدة سرقة أمواله وحرمانه من أبسط حقوقه، والأغرب سكوته على ممارسات هذه السلطة الوقحة التي ارتأت بإعفاء الاغنياء من الضرائب بشحطة قلم في مجلس الوزراء المكوَّن من كافة احزاب السلطة والذي يتباكى على الوضع الاقتصادي وما وصلت اليه احوال الناس، فكيف يعفي هؤلاء من ضرائب هي من حق الدولة وليست من حق هؤلاء الفاسدين .
كيف يمكن لمن يدفع ضرائبه بانتظام ان يرضى بهذه الممارسات الوقحة،هل يبقى راكناً أمام هذا الظلم، وفي هذا الوضع الجنوني للاسعار وزيادة الضرائب المتمثلة في الموزانة الجديدة هل يدفعها وحده ومن يسكن القصور هو معفى دائماً من دفعها حاله حال جميع المسؤولين من نواب ووزراء ومحظيِّين بنعيم الغطاء الحكومي والرئاسي؟.