بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

20 آذار 2021 12:00ص العيد الأخير

حجم الخط
تجلس إبنة الثالثة عشرة محتارة كيف ستؤمن هدية عيد الام، وهي التي اعتادت كل عام ان تهديها الذهب والملابس اللائقة،غير ان هذا العام ليس ككل الاعوام التي مرت عليها ،فوالدها توقف عن العمل بعد صرفه من العمل بحجة الازمة الاقتصادية، من شركة تكاد تملك نصف لبنان وتتاجر بشتى متطلبات الحياة من الدواء الى الغذاء الى البناء وكل ما يتصل بها، لأن ارباح صاحب الشركة ربما لم تكن بحجم المطلوب وليس بسبب خسارة او افلاس ،ما عاذ الله،فمثله لا يفلس ابداً ما دام متكئاً على حائط سياسي واداري رسمي مهم يهل له الامور.

تسأل الفتاة والدها بطريقة لا تحزنه فيها: ما رأيك ان أعد أنا قالب «كيك» في المنزل فقد تعلمت طريقة جيدة من اليوتيوب؟ ونشتري الازهار هذا العام فقط لأمي، فهي تعلم ما نمر به ومن المؤكد انها لن تحزن أو تعتب علينا.

ضحك الوالد بصعوبة في وجه ابنته، وسألها: هل تعلمين ان إعداد قالب كيك كم يكلف بعد ان تجاوز سعر البيض الثلاثين الفاً والطحين الخمسة آلاف والكريما الثلاثين ايضاً والفواكه للتزيين تكلف مبلغاً مرقوماً، اما الورود التي ترينا «بتمشي الحال هذا العام» فالوردة الواحدة بخمسة وثلاثين الفاً، اي بحسبة بسيطة لن يكفي ما نملك من مال حالياً لاحتفال بسيط.

سمعت الأم الحوار بين الفتاة ووالدها، اقتربت منهما وقالت: هديتي هذا العام الا أرى سوى الضحكة على وجهيكما والضمة الحنونة تغنيني عن الثمن الهدايا، ولكن دعائي الى الله ان لا يكون عيد الأم هذا هو العيد الاخير لكل مسؤول او تاجر فاسد بهذا البلد.


أخبار ذات صلة