صبيحة يوم الانتخابات الأعظم.. تجرّأ مواطن وشتم وكفر... فكان نصيبه من السحل والقمع والضرب.. ما لم يلقاه «حرامي بمولد» على رأي إخواننا المصريين.. والسؤال: ألا يدفع الذُل الذي يعيشه اللبناني أمام المصارف ومحطات المحروقات والصيدليات والمستشفيات.. وفي سبيل تأمين لقمة العيش وتضخّم أسعار الكهرباء المقطوعة والمياه وأقساط المدارس وسواها في زمن حرب الدولار.. واغتصاب القيمة الشرائية لليرة اللبنانية.. إلى أنْ يُشتم كل من حكم هذا البلد.. من أعلى الهرم حتى أسفله منذ 30 عاماً..
منذ 17 تشرين الأوّل 2019 وحتى تاريخه.. دخلت على يومياتنا مصطلحات غريبة مُقزّزة.. من سلعة مدعومة إلى سلعة غير مدعومة.. وسعر الدولار طالع وسعر الدولار نزل.. ودولار السوق الموازية مقارنة بالدولار الرسمي.. وإذا ما أردتُ أنْ أكتب لن تتحمّل عجالتي هذه.. ما يمكن أنْ أصف به الكلام الذي يتفوّه به العوام من وجع وألم وسخط.. وكُفر بسلطة لم تحمل على مدى «عهد هو الأقوى» وطأة على الشعب وليس من أجل الشعب.. إلا القهر!!
وعدونا بالكهرباء 24/24.. أصبحنا نحلم بساعة واحدة خلال الـ..24 والذريعة «ما خلّونا».. وعدونا بالسدود والإعمار والنهضة.. ففجّروا بيروت واغتالوا المئات وشرّدوا الآلاف وهدّموا ودمّروا.. حتى قلب العاصمة الذي كان نابضاً بالحياة.. إذا ما مررتَ فيه تراه سيلاً جارفاً من الجدران الإسمنية العازلة.. سلطة تهاب الشعب فكيف اختارها هذا الشعب؟! لستُ أدري.. ولم يفز من «التغييريين» إلا قلّة قليلة..
وعاد برلمان 2022-2026 ليكون صورة عن سابقه.. ولكن بالقليل من الروتوش.. في ظل حكم كل الأحزاب التي كانت متسلّطة مُسبقاً.. لاسيما أهل الفتوى والتحريم وسياسات الأمر الواقع.. فأي أمل سيُرتجى من هذا الشعب الذي اختار الطوائفية على الوحدة الوطنية.. المناطقية على المركزية.. التشرذم على الاتحاد..ورغم كل ما سبق لا يسعني إلا أنّ أؤكد أنّ «الغزالة اللبنانية حتبقى رايقة».. لأنّنا شعب يهوى الذل والهوان والمسكنة والعزف على أوتار الوجع والنق!!