بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

11 تشرين الثاني 2021 12:00ص الغوى على الخازوق!!

حجم الخط
غريبة أحوال هذا الشعب المسطول.. ما أنْ سمعوا بأزمة الـ10% بين مصرف لبنان المركزي ومورّدي المحروقات.. حتى اجتاحت الطرقات طوابير سيارات تتراص أمام المحطات.. ولو ليست بالحجم السابق.. خصوصاً مع الارتفاعات المهولة التي تشهدها أسبوعياً أسعار المحروقات.. التي أصبحت تتجاوز راتب موظف الحد الأدنى..

تهافتوا على اللاشيء.. بل جمعهم الخوف والهلع من إمكانية جفاف أمعاء سياراتهم.. فتهزل وتنحل وتُركن جانباً لا حول وها ولا قوة.. فيُحرمون الـ»حزّك مزّك».. ويضطرّون للامتناع عن الكزدرة والفشخرة.. والتراص صفوفاً أمام محلات الـJunk Food.. التي أصبحت تضخّمت أسعار ما تقدّمه من وجبات.. وتقلّصت أحجامها وتراجعت نوعيّاتها.. 

صديق حلَّ في وطنه الأم.. على سبيل الزيارة لعيادة والدته المريضة لا أكثر.. وقد حجز سلفاً تذكرة العودة إلى الدولة التي يعمل ويعيش فيها.. استنكر ما رأته عيناه وقال: «ألم تقولوا إنّ اللبنانيين يموتون جوعاً وفقراً.. فما هذا الذي أراه.. يقفون طابوراً أمام محلات الوجبات السريعة.. أطول من طابور البنزين.. حتى ضاقت بهم فسحات المحال.. فمنهم من آثر الـDelivery  وغادر»..

أجبته يا عزيزي: «كما تعلم اللبناني طوال حياته نعيمه «البهورة والغوى ولو على الخازوق».. فلا تستنكر ما تراه كلّهم ممَّنْ يحوزون Fresh Dollars.. حتى لبلغ الأمر بمعظم التمنّي على الله بقاء الحال السيىء كما هو.. لأنّه حمل إليهم النعيم مع موت الليرة أمام سعر صرف السوق الموازية».. 

اتسعت عيناه وسع وجه الشمس.. وغصَّ وكأنَّ الكلمات اختنقت في حلقه.. وقال: «ما بصدٌّق لهالدرجي صار اللبناني رخيص».. أجبته: «لم تر شيئاً بعد.. أصبح اللبناني رقماً في طابور مساعدات أو برّادات الموتى أو حتى عابراً للاحترام نحو دروب الشقاء.. واللي بعيش يما حيشوف بهالعهد القوي!!»..


أخبار ذات صلة