حال اللبنانيين مع الحكومة الجديدة كحال مُحتاجٍ مُعدَمٍ عثر على فانوس علاء الدين السحري، خرج منه مارد بشّره بأمنيات ثلاث، يَطلب فتتحقّق.
لكن هل من شيء يُمكن أنْ يتحقّق مع المسؤولين في لبنان، فلا شيء في بلادي على ما يُرام، من أين سيبدأ المسؤولون عن انتشالنا نحن وبلدنا من القاع، هل سيتمكّنون من وقف الانهيار الحاصل في كل قطاعات الدولة؟، هل سيمنعون الانفجار الاجتماعي الذي بات يدق الأبواب نتيجة الغلاء وارتفاع الدولار وفقدان المحروقات.
كيف لشعبٍ أنْ يمنح ثقته مُجدّداً لحكومة، وجلسة ثقتها كانت مُهدّدة بـ»التطيير» بفعل انقطاع الكهرباء عن مكان انعقادها؟ كيف لمسؤولين أنْ يحلّوا مشاكل اللبنانيين، وهم لم يتدبّروا أمر جلسة مُحدّدة مُسبقاً، والقيّمون على المجلس لم يضعوا خطة استباقية للتزوّد بما «يُنير دربهم»، تحسّباً لانقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي، خصوصاً أنّها ليست المرّة الأولى التي يتصبّب فيها النوّاب العرق أثناء الجلسة بفعل انقطاع الكهرباء.
بلدي الذي يكاد يَحار فيه الطبيب، يحتاج إلى ألف فانوس سحري، وعجيبة إلهية تُخرجه ممّا أوصله إليه حكّامه، فهل سنشهد فعلاً على إصلاحات وانفراجات في الأزمة الاقتصادية كما نسمع من الوزراء الجُدُد، أم ستبقى مجرّد وعود وروايات أشبه بالتي قصّوها علينا خلال حفلات التسليم والتسلّم.