فازت البرازيل فلم يكن من مشجعيها الا الاحتفال واطلاق المفرقات، لم يكونوا على علم ان الفرحة ستتحول الى فاجعة يذهب ضحيتها شاب عشريني، ذنبه انه فرح بنتيجة المباراة، ربما انزعج ابن الثامنة عشرة من المفرقات الا ان ذلك لا يغفر له سرقة عمر ابن الـ25 ربيعاً من احضان امه التي ولدته وربته لتجده سنداً لها في شيخوختها، لم تشفع «الجيرة» في ردع هذا المتفلت من العقل والاخلاق من سلبها هذا السند، فقد نصّب نفسه جلاداً يحق له خطف الارواح.
الم يكن بوسعه لكمه؟ الم يعد القتال بالايدي ينفع في «فشة الخلق»؟ يحدث الكثير من الشجار بين الشباب، الا ان الحلول باتت في «وطن الموت» تتم عبر رصاصة او طعنة سكين، وكأن الشباب اعتاد على القتل دون ان يحاسبه احد، لا سيما ان تنفيذ «الاعدام» في كافة الاحكام لم يعد سارياً منذ سنوات طويلة وربما هذا هو السبب الرئيسي في التجرؤ على القتل ما دام سينجو الفاعل بفعلته.
يحمّل البعض الدولة مسؤولية التفلت، رغم انها سارعت في اقل من 24 ساعة الى اعتقال الجاني، ولكن ذلك لا يعفي الاهل من مسؤولية تربية اولادهم على هذا النمط من العنف، اما المسؤولية الآن فتقع على عاتق القضاء لأن القصاص العادل هو الرادع لأمثال هذا المعتوه فكرياً واجتماعياً.