بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

21 تشرين الثاني 2022 12:19ص الكاديلاك .. والغنيمة

حجم الخط
في ثمانينيات القرن الماضي، وضمن احدى مجموعاتي القصصية نشرت قصة قصيرة بعنوان «الكاديلاك... والغنيمة».
تحكي القصة حكاية صبي فقير يتيم ليس في غرفتهم مع أمه واخوته ما يؤكل، فخرج يبحث عن نصيبه في الشوارع وتوقف امام واجهات سوبر ماركت يتأمل من خلف الزجاج المأكولات من لحوم وأجبان وألبان ويتلمظ.
كان كذلك عندما وصلت سيارة كاديلاك فاخرة ونزلت منها سيدة ثرية دخلت السوبرماركت برفقة سائقها فاشترت حاجياتها وخرجت والسائق يحمل أكياس المشتريات ويضعها في صندوق السيارة.
وبعد مغادرة السيارة تبين للصبي أن علبة لحم قد سقطت سهواً من أكياس المشتريات على الارض فالتقطها فرحاً على انها الغنيمة التي يحلم بها، وانه أمّن ما يأكل مع أمه واخوته ووصل الى المنزل ففرح الجميع بالهدية غير المنتظرة، وقامت الأم لتحضير محتويات العلبة والصغار ينتظرون على جوع، وعندما انتهت وجلس الجميع يأكلون تنتهي القصة بأن صورة القط على العلبة الفاخرة، كانت تضحك.. فالعلبة كانت تحتوي على طعام للقطط.
يومذاك.. كانت ثمة انتقاد لمضمون القصة وكتب البعض قائلاً انها صورة قاتمة جداً لا تتوافق مع واقع مجتمعنا، وان هناك تصويرا لحالة مجاعة في البلد.
واليوم...
ماذا نقول في مجموعات «النكيشة» من مكبات النفايات والبحث في مستوعبات هذه النفايات عما يؤكل.
ما كان غير واقعي في تلك الايام بات هو الواقع المر اليوم، والفضل في ذلك يعود الى القلوب الفاسدة في مراقبة السلطة والضمائر الميتة.
فهل ثمة مَن ينتقد اليوم.
لا نقول الا لعن الله من أوصل الحال الى هذا المآل.
والله ولي الامر والتدبير.
أخبار ذات صلة