تبدو المذيعة الشابة متوترة امام زملائها من ثقل دم الضيف الذي تضطر لإستقباله، فهو لا يُحسن سوى الشتم، يعتبر نفسه في عداد المحللين السياسين، الا انه لا يفقه من السياسة سوى نهج الشتم ، وهي إذ لا يروق لها استضافته الا انها مجبرة على محاورته فقط لأن بعض الناس الناقمين على السياسيين يجدون في كلامه «فشة خلق» وبعض التهريج الذي يحتاجه هؤلاء لينسوا همومهم.
هو واحد من أولئك المهرِّجين الذين يحتلون الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي لأنهم يتّكلون على هشاشة الوعي عند اللبنانيين فيسجلون اعلى نسبة مشاهدة على «يوتيوب» ويهمهم الظهور ولو فرضوا انفسهم على الوسيلة الاعلامية كضيوف دائمين إن في تغريدة او حوار، وهم كما وصفتهم المذيعة «كلاب شهرة» يلهثون وراء الشهرة فقط ويعتبرون انهم محللون من الدرجة الاولى، ولأن ألسنتهم «السليطة» بنت لهم امبراطورية من «المشاهدين السطحيين» امثالهم باتوا يعتبرون انفسهم أنهم درجة اولى.
اولئك اللاهثون نحو شهرة «منفوخة بالسيلكون» عليهم دائماً تجديد هذه المادة في صورتهم لأن الناس سرعان ما تنسى ما يقولون، حتى انهم يفتقدون ادنى مستوى التحليل المبني على ثقافة سياسية وادبية وسلوكية، فهم بالامس كانوا يمدحون هذا الطرف السياسي ويستعينون بقاموس الشتائم لينهالوا بها على منافسي هذا الطرف، وعندما يخذلهم هذا الطرف يعيدون بث الشتائم نفسها ولكن هذه المرة بحق هذا ولي نعمتهم السابق .
تسجيل نسبة مشاهدة عالية على مواقع التواصل ليست المعيار ايها اللاهث الى الشهرة بأنك سياسي أو اعلامي ناضج تستحق أن تكون وسط كبار المحللين السياسيين، وهذا ما يذكر بكلام مهم لإحدى الرائدات في تدريس المواد الاعلامية في كليات الاعلام اللبنانية التي أسفت لأنها ساهمت بتخريج طلاب جعلوا الاعلام بهذا المستوى، فأنت والمؤسسات التي تستضيفك شوهتم وظيفة الاعلام بسعيكم الوراء «شهرة الارقام».