بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

7 كانون الأول 2018 12:19ص اللبنانيون الذين نخسرهم أحياءً!

حجم الخط
يغرقُ البلد بالخلافات الهدّامة. ففي كل يوم، يصحو المواطن اللبناني ويُمسي على أزمة جديدة، لا ناقة له بها ولا جملاً. طبقة سياسية تُمعن في تحويل حياته إلى جحيم، وفي رميه في أتون صراعات، قد تتعلّق بكل شيء (حتى لو كان بجنس الملائكة)، إلا بلقمة عيشه، وبمستقبل أولاده. يُحاصره «الزعيم» من كل حدب وصوب، حتى يُخيّل إليه أنه في دويلة خاصة، لا يجرؤ على مغادرتها أو التمرّد ضد سلطانها. فهناك مدرسة يملكها «الزعيم»، وجامعة، ومستشفى، وجريدة، ومحطة تلفزيونية، وغيرها من مؤسسات إنسانية وغير إنسانية، ناهيك عن الأساس الذي له الولاء والقسَم، وهو «الحزب».
يتلهى «الزعماء» بتحويل كل اختلاف إلى خلاف، وكل رأي إلى نزاع، وينسون الشعب الذي يسقط تماماً من حساباتهم الاقليمية والدولية. 
لا تجد العائلات اللبنانية الباحثة عن قشّة تتمسّك بها، لعلّها تنجو من الطوفان السياسي الكبير الذي يبتلع الوطن وخيراته، غير الدفع بأبنائها إلى الخارج، في استنزاف شبابيّ خطير، لن يمر من دون عواقب وخيمة جداً في المستقبل العاجل. 
فإن كان لا أحد يقدر على مغادرة الدويلة التي يجد نفسه فيها، أو يحسب نفسه عليها، فإن الدولة وحدها، بما هي عليه اليوم من ضعف وتمزّق، من يسمح للمواطن الشريف أن يغادرها بلا رجعة وبلا ندم! 
فهي لا تسأل.. ولن تسأل، وهي لن تفتح تحقيقاً في الأمر، ولن تدعو إلى جلسة نيابية طارئة، ولن ترفع سخونة القضية إلى مستوى الوطن!
٣٤ ألف لبنانيّ غادروا البلد ولم يعودوا، خلال 10 أشهر فقط بين كانون الثاني وتشرين الاوّل من العام الحالي. هكذا تقول الاحصاءات؛ احصاءات اللبنانيين الفعليين الذين نخسرهم أحياءً. 
أما احصاءات «الزعماء» فعلى العكس: كل فترة يُصنع لنا «زعيم» جديد!
 


أخبار ذات صلة