بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

14 حزيران 2019 12:00ص اللبنانيون العرايا

حجم الخط
لا حديث للناس سوى عن الأحوال المتردّية التي يمرُّ بها البلد حالياً. الكلّ مستاء، وحانق، ويستبق في تفكيره، ليل نهار، مصائبَ قد تهطل عليه فجأة، من حيث لا يحتسب. فحسابات المخاطر المحدّقة بهذا الوطن الصغير، باتت ضيقة وضعيفة، أمام الوقائع الفعلية التي تعصف به من الداخل والخارج على حدّ سواء.

 لا أحد يمكنه أن يضمن غدَه أو على الأقل أن يمتلك الاستعدادات الكافية لمواجهته، بحال حمل معه أنواع الهموم والكوارث. الموظّف المفصول بسبب إفلاس الشركة التي يعمل فيها، سوف لن يجد فرصة أخرى للعمل. والتاجر الذي خسر ماله في مشروع بسبب الأحوال الاقتصادية السيئة أو المضاربات الخسيسة من قبل مافيات سياسية ومالية، سيفكّر بمغادرة الوطن، وتوظيف رأسماله في بلد آخر يقدّم له فرصة عادلة في منافسة شريفة. والطالب الذي يحمل بيدٍ شهادة تخرّجه من الجامعة، سيحمل في اليد الأخرى جوازَ سفره في انتظار حصوله على «فيزا» من احدى السفارات، تسمح له بمتابعة حياة كريمة. أما من تتيحُ له الظروف (أو الواسطة) أن يجد عملاً، من الشباب، ولو بمعاش لا يكفي الحال في مواجهة وحش التضخم المالي المُنفلت من عقاله السياسي والاقتصادي، فسوف يصيبه الاحباط سريعاً عندما يصطدم بالبيت الذي لا يقدر على شرائه أو حتى على استئجاره، وبالنفقات التي لا يتحمّلها عودُه الطريّ من أجل أن يتزوج ويبني عائلة.

يستنزف اللبنانيون عموماً اليوم ما في أيديهم وجيوبهم من إمكانات على الصمود والبقاء في ظل «فَلَتان الكلّ على الكلّ». وهم بذلك، يقفون عرايا في مهبّ مستقبل ما عاد يُخبئ لهم أيّاً من الوعود الذهبية، وما عاد قادراً أساساً، لا على تقديم عقارب الساعة صيفاً ولا على ضبط تأخيرها شتاء!     


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!