بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

29 تشرين الثاني 2018 12:05ص اللهم نفسي!

حجم الخط
غريب كيف أنّك تزرع المعروف في مَنْ تغشّك عيناك.. عمّا تخفيه «خروقه» فتظّن أنّ «عروقه» أهل لمعروفك.. فإذ به مسعور يتحيّن الفرص للإنقضاض على الأنفاس التي تشهقها.. ولو أمكنه لسلبك الأنفاس الأخرى التي تزفرها.. كما لو قُيِّض له الحصول على ما تبقّى من روحك.. لن يبرح مكانه إلا وقد انتزعها من بين ضلوعك..
بالأمس جاء «صاحبنا» زميل أو معرفة.. أو أي شيء ممكن أنْ نُسّميه إلا صديق.. يفاوضه على فرص العمل وظروف الحياة.. ساعياً من باب الغيرة والحسد ليس أكثر.. للحصول على منصب ليس له.. وليس أهلاً له أصلاً.. مردّداً على مسمعه: «إنْ لم تتبدّل ظروفك.. فأنا سأقوم بكذا وكذا وكذا.. لأنّني مللت»..
وبرحابة صدره ابتسم «صاحبنا».. وأجابه: «إفعل ما تشاء.. ما دام الله مع العبد لا يخشى العبد.. وما تجود به نفسك دع لسانك يُطلِقه.. وأطلق براح يديك لتبوح بما لم تبح به مكامن نفسك السوداء»..
ودار سجال بيزنطي لا طائل من سرده.. انتهى كما بدأ «بلا غالب ولا مغلوب.. ولا حق ولا باطل».. وراح «صاحبنا» يحاكم ذاته سائلاً إياهاً: «أليس هذا مَنْ كنتُ سبباً بعد الله في رزقه؟!.. وها هو اليوم يزاحمني في رزقي.. أليس هذا مَنْ حذّرني منه أخوه إبن أمه وأبيه.. بأنّني سأندم على معروفي فيه؟!.. وها أنا اليوم أستذكر ما سبق وقيل لي»..
فراح «صاحبنا» يتأسّف على صداقة دخلها الوسواس الخنّاس.. ضارباً أخماساً بأسداس ليس خوفاً مما قد يُقدِم عليه عبد.. «فالله مع العبد ما دام العبد في عون أخيه» وليس العكس.. بل قهراً على إنسان أفسح المجال أمام نفسه الأمّارة بالسوء لتكون ربّان سفينة حياته.. تجرّه في مجرى رياح السوء انطلاقاً من مبدأ «اللهم نفسي!».. غير عابئ بعِشرةٍ أو خبز وملح أو حتى معروف!!
 


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!