رغم الجدل الدستوري حول نصاب الثلثين في الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية والتي لم يسفر عنها انتخاب رئيس كسابقاتها، بدا لافتا انشغال النواب بالحديث عن المونديال الذي سيفتتح مبارياته في قطر.
نعم ترك النواب الشأن المعيشي والاقتصادي والحياتي لمن اختارهم ممثلين عنهم وانشغلوا بحديث عمن سيفوز بكأس العالم.
قد يكون ذلك امراً عادياً بين الشباب وفي مختلف دول العالم، حتى إن رؤساء الجمهوريات يشاركون في المباريات الافتتاحية او مباريات يخوضها منتخب بلادهم، لكن هؤلاء يولون منتخبات بلدانهم الاهمية، ويرعون مصالحهم، لكن ماذا عن منتخب لبنان؟
منتخب لبنان لم يصل ابداً الى تصفيات العالم بل كان دائماً يتعثر ليس لأنه يفتقد للكفاءة أو لوجود لاعبين محترفين، بل لأنه بكل بساطة لا يعير أي من هؤلاء المسؤولين، على مدى العقود الماضية، اي اهتمام لمنتخب البلاد.
فاللاعب في لبنان لا يتفرغ للتدريب واللعب بل عليه أن يعمل لكسب قوت يومه عكس كافة اللاعبين في مختلف البلدان الذين يتفرغون للتدريب واللعب، ومنهم من اصبح من اصحاب المليارات، وثمن اللاعب يكاد يكفي لبناء قرية بكاملها أو اطعام جائعة لمدى سنوات.
فهل النواب الذين يشجعون اليوم هذا المنتخب او ذاك يخجلون من ان منتخب بلادهم لم يكن يوماً في عداد الفرق التي تلعب في كأس العالم؟ هذا السؤال ليس في مكانه الصحيح لأن من يسطو على اموال الشعب لن يُموّل فريقاً رياضياً يمثل بلاده فهو قد يأخذ من رصيد ما يسرقه من اموال الدولة.