بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

8 أيلول 2021 12:00ص الهجرة الثالثة

حجم الخط
«أخرجني من بلادي بعدما سرقوا مستقبلي وأحلامي»، هذا هو لسان حال شباب لبنان اليوم، الذين فقدوا أمل العيش فيه بكرامة، شباب سرق منهم زعماؤهم أبسط حقوق العيش، وحوّلوهم إلى باحثين عن وطن بديل، بعدما كانوا باحثي علم ومستثمرين لقدراتهم في بلدهم الأم.

شباب لبنان باتوا يبحثون عمَّنْ يدفع أكثر، لم تعد تهمّهم الوجهة، طالما أنّ هذا البلد سيقبل بهم عُمّالاً لقاء بعض العُملات الأجنبية، التي سُرقت منهم في بلدهم، ومنهم مَنْ يبحث عن مكان يُهرِّب إليه عائلته التي جاعت وفقدت الأمان في لبنان، كحال اللبنانية نانور أباشيان التي اختارت قبرص وجهة لها مع زوجها وطفليهما، فهي تركت أهلها مُجبرة لأنّها تريد أنْ تربّي ولديها بعزّة وكرامة وتضمن مستقبلهما.

على أرض مطارات العالم، سنرى قريباً حقائب متناثرة وآباءً يعانقون أبناءهم وذويهم بعد هروبهم من جحيم لبنان، الذي يعاني الظلام والفقر والجوع، فبيروت أو «الدُرّة الغالية» كما أطلق عليها إمبراطور ألمانيا غليوم الثاني، الذي زارها بدعوة من السلطان عبد الحميد الثاني في القرن التاسع عشر، تحوّلت إلى بؤرة من الجحيم تعج بالفساد ونقص الوقود والأدوية، بالإضافة إلى المستقبل المجهول.

موجة الهجرة الثالثة التي يستعد لها لبنان، ستُفقِدُه رأس ماله البشري، ولن يبقى فيه إلا سارقوه ومَنْ تعثّر هروبهم، وستنضب ينابيع ثرواته، الأمر الذي سيدفع حاكميه إلى الهجرة بحثاً عن مصدر آخر لتكديس ثرواتهم.




أخبار ذات صلة