قبل ان يتخلّى رئيس الجامعة اللبنانية د. عدنان السيّد حسين الملقب بـ«الوزير الملك» عن كرسيه - الخشبي - المتحرك، أصدر قراراً ومضمونه اقتراح لكي يقضي بتعليم مادة «الزجل» اللبناني في فروع الجامعات اللبنانية «بحجة» الحفاظ على تراث لبنان؟!
من مولدات ارضنا وتاريخنا، الزجل اللبناني، وكان متعة النّاس في اسمارهم واسفارهم ولياليهم مختلف الفصول، وكان اللبناني «يقوله» ارتجالاً إذا دب به الشوق وغضب على ظالم وغاشم.
وإن خرج عن النطاق فإلى الاخوانيات، والمساجلات والعنتريات والتهاجي بين المتنافسين وقطع شر الزمان.
الأمير فخر الدين الثاني الكبير ساجل خصومه بالزجل وبأبيات من القرادي، وانه يبني قصوره وقلاعه من حجارة منازلهم، وهناك الاخوين إبراهيم اليازجي وخليل.
يا طير صوب بلادهم خذني معك
جسمي أخفّ من النسيم شو بيمنعك
قللي بتمنعني دموعـــك بالـــهوى
بلكي تبلّل جانحي من مدمعك
في حفلة «القلعة» ببيت مري كانت الليالي عامرة من جوقتي زغلول الدامور وموسى زغيب وانيس الفغالي..
واشهر القوّالين منصور شاهين الغريب امام خبر حليل زار رعيته في الدامور:
لما الخلايق تلتزم بعهودها
وقدّ أمر رب الكون تفشي ذنوبها
بالآخرة ما في حدا بينفع حدا
كل عنزة معلقة بكرعوبها
وخلال حفلة زجلية لجوقة (شحرور الوادي) أسعد الفغالي عم جانيت فغالي الشحرورة «صباح» وصل متأخراً فبادره أنيس روحانا:
شحرور يا شحرور صلح ساعتك
الدامور كلا وكرهاما ساعتك
لولا اللطافة والأدب في هالبلد
ما كنت تسمع غير يعلن ساعتك
فرد الشحرور فوراً:
ساعتي من صنع صانع ألمعي
ودقاتها دوماً تستنف مسمعي
ان كان في الدامور لعنو ساعتي
بيكون لعنو ساعة الجبتك معي