بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

21 كانون الأول 2019 12:03ص الوظيفة الخيالية

حجم الخط
أعلن ​قصر باكنغهام​ البريطاني منتصف الشهر الماضي عن حاجته لشخص يتحمل مسؤولية إدارة حسابات الملكة إليزابيث الثانية على ​الإنترنت​ ومواقع التواصل الاجتماعي مقابل راتب يتراوح بين 45 و50 ألف جنيه استرليني، اي ما يوازي 60 الف دولار اميركي، اضافة الى وجبة غداء يومية، وخص المساعدين له بـ30 ألف جنيه استرليني.

هذا الاعلان عن «الوظيفة الخيالية» وحده كاف ليثير الاحباط عند الشباب اللبناني، اما لماذا فالاجابة بسيطة، يعمل الشباب اللبناني كما يقولون من «الفجر الى النجر» ولا يتخطى مدخولهم الف دولار من كان محظوظاً ووجد وظيفة لائقة، فيما لا يتعدى راتب غيرهم من الاختصاصات الحد الادنى اي 675 الف ليرة لبنانية ما يوازي في هذه المرحلة 335 دولارا، حتى هذا الراتب لم يعد ينال منه بعض الموظفين  سوى نصفه بحجة الاجراءات المصرفية، مع العلم ان الاسعار تضاعفت مرتين واكثر لبعض السلع الضرورية، فكيف لا نصاب نحن الشعب «الغبي والمعتر» بالاحباط؟ وكيف ينال الموظف حقه وزيادة في دولة ومؤسسات تسرق منا حتى تعبنا ولقمة عيشنا.

يسأل أحد الشباب: اذا كان راتب المدير لحسابات الملكة على وسائل التواصل الاجتماعي 60 الف دولار فكم يكون راتب اي وزير او رئيس وزراء هناك او حتى مدير لشركة اتصالات؟ انا مثلاً لدي من الكفاءة على مواقع التواصل ما يمكنني من ادارة حساب الملكة فلو تقدمت الى هذه الوظيفة هل يقبلون بي؟ يجيب صديقه بدون تردد: بالطبع لا ليس بسبب عدم كفاءتك بل لحظك العاثر فقد ولدت لبنانياً او بالاحرى من طبقة فقيرة، فلو ولدت ابناً لأحد المسؤولين في بلادنا «الديمقراطية» فلن تكون بحاجة لا لهذه الوظيفة ولا للحظ لأن حساباتك ستتخطى ملايين الدولارات دون اي تعب او جهد فقط لأنك ابن الزعيم.


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود