بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

21 تشرين الأول 2021 12:00ص انتهى زمن الثورة!

حجم الخط
مرَّت الذكرى السنوية الثانية لثورة 17 تشرين كأنّها لم تكن.. حجافل اللبنانيين انتشرت في ما تبقّى من «مولات» حتى ضاقت بهم.. على مرأى العين راح المتواجدون يبحثون عن كرسي هنا أو هناك.. علّهم «يتقوّتون» ما اشتروه من طعام جلوساً وليس قياماً على «الإجرتين»..

زحام ضخم وأُسَرٌ تيسّرت لها الدولارات الـFresh.. حتى تتمكّن من شراء وجبات طعام تراوحت أسعارها الواحدة منها بين 80 و150 ألف ليرة للشخص الواحدة.. أما الأنكى فكان الطوابير الضخمة المرصوصة أمام هذا المتجر أو ذاك.. فقط لأنّه يقدّم عروضات على الأسعار.. وعندما اطلعتُ عليها كانت من بحاجة إلى راتب رئيس دولة لشرائها.. 

لكن على أرض الثورة أو ما تبقّى من أطلالها كان الفرق شاسعاً.. بين الفراغ النافخ في الريح الصارخ.. وزخات المطر المنهمرة على الإسفلت.. تنادي أهل الثورة «يونن».. فأجابها الإعلام الغربي الحاضر بكثافة: «راحوا»..

مشهدية أبكت الحجر.. فقد انتهى زمن الثورة مع ميلاد جشع الشعب وأكله لبعضه البعض.. انتهى زمن الثورة في ظل انتظار من يقبضون الدولار الـFresh لارتفاعه أكثر حتى يغتنموا الفرق.. متناسين أنّ عملتهم أصبحت «أوطى من الشفرة على الأرض».. انتهى زمن الثورة يوم اغتيال شهداء العنبر 12.. وتمزّق ضحايا النيترات وخراب البيوت العامرة بهمس الألم وشكوت الوجع.. انتهى زمن الثورة عند مسعى «قبع» قاضي التحقيق وتسييس القضية.. انتهى زمن الثورة بمقتلة أبناء الوطن الواحد لبعضهم البعض إنفاذاً لأجندات خارجية..

دمعت العين على ساحات خالية.. إلا من قلّة قليلة يخطّطون للتربّع على كرسي في الندوة البرلمانية.. أوّ أقلّ منهم ممَّن لا يزالون يعيشون على أمل تفتّح زهرات الوطن من شرانق الغربان..  






أخبار ذات صلة