هي ليست أغنية عبدالحليم وليس الوقت وقت الغناء والطرب، بل هي همهمات مريض بالمرض الخبيث الذي انتشر في أنحاء الجسد فاتكاً بكل ما يقف بطريقه.
قالوا له أنه بحاجة إلى دواء يضخ في وريده يمنع استفحال مرضه ويبعده عن الردى، فهرول الجميع إلى مستودعات وزارة الصحة في الكرنتينا حيث الدواء المنشود والذي بقي مجاناً من ثروة دولة أكلت بنهم وبقي من الفتات ما بقي.
هناك قالوا لهم الدواء غير موجود.
قد يكون في الطريق لكنه لم يصل بعد.
عليكم الانتظار.. قالوا لهم.
انتظار ماذا؟ .. انتظار ملك الموت الآتي على عجل؟
قال أحدهم: لنقصد زعيمنا.. لعل الحل عنده.. لم يخب ظنهم كان الترحيب واضحاً فالانتخابات على الأبواب..
وعائلة المريض تعدادها مئات الأصوات..
أجرى الزعيم اتصالاً هاتفياً وتلقى جواباً..
نظر إلى من حوله وقال متفاخراً: مشي الحال.. وفعلاً مشي الحال وتبين أن الدواء موجود..
نعود إلى «بتلوموني ليه؟».
غداً إذا قصد المريض ومن حوله صندوقة الاقتراع وأسقط أوراقه تأييداً للزعيم وسئل مريضهم إذا بقي حياً؟
- هل عدت إلى انتخاب فلان..
سيقول: نعم.. و«بتلوموني ليه؟».