بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

22 تشرين الأول 2020 12:00ص بلد الرايات الحمراء!!

حجم الخط
موجة ضخمة من السُحُب السود.. ارتفعت من حيث الحدود الغربية.. فلا «عصا موسى» أمامنا ولا «ست الدنيا» خلفنا.. بل هي عاديات ضَبَحَ وقعُ أنفاسها.. فأثارت بنا نقعاً ورُعباً.. فهابنا هول عدوان جديد بغزونا.. أم «معلّم تلحيم جديد؟!».. أشعل فتيل قتلنا وما عاد أصد قادراً على إخماد نيرانه..

عصر أمس.. رفع الرب بجلاله «تنيناً بحرياً».. مخر عُباب اليم وحطَّ على الأرض البور.. فلا ناس ولا أنيس ولا مدينة كانت تضج بالحياة.. بل رايات موت زرعها بيننا من صُنّفوا أولي أمر علينا.. حتى جاءنا مَنْ يقول: «قلتُ كلمتي ولن أرحل».. ونحن له نقول: «دخيل إجريك إرحل»..

أصبح الهلع قرين يومياتناً.. نستيقظُ على كارثة ونغفو على مُصيبة.. نعيش الوباء ونتمرّغ بالموت المجاني.. نتوسّل العيش الكريم.. فننال الذل السقيم.. نطلب الرحمة فنحوز الجور.. «نمشي الحيط الحيط».. فيتابعوننا «وبيشيلوا عنّا الستر»..

 «تنين مرفأ بيروت» يوم أمس.. أعاد لحظات رعب 4 آب (تفجير العنبر 12 في مرفأ بيروت).. 10 أيلول (حريق المستودعات بما تبقى من المرفأ).. و9 تشرين الأول (انفجار الطريق الجديدة).. خصوصاً أنّنا يوماً تلو آخر نكتشف مخازن جديدة للمحروقات.. نتيجة هلع المواطن (الطمّيع) قبيل البدء بتطبيق «رفع الدعم»..

 بلدنا يا سادة يا كرام: لا مقوّمات حياة فيه.. طالما هذه الوجوه مستمرّة في غيّها.. حتى «كورونا» آثرت الابتعاد عنهم.. لأنّها إذا أصابت أحدهم ستكون آخرتها.. وأحدٌ لا يقنعنا بإصابة «الزمك».. لأنّه وباء قائم بذاته أعتى وأقسى وأشرس من COVID-19.. فيا ويلنا من بقائه حاكم ظل لبلدٍ مُشرّعة راياتها الحمراء لكل راغب متعة!!




أخبار ذات صلة