بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

1 تموز 2021 12:00ص بلدنا أحلى!!

حجم الخط
مصطحباً ابنتي من المدرسة في آخر يوم.. إثر عام دراسي لم يحضر منه الأطفال إلا حوالى 35 يوماً على أغلب تقدير.. وعلى باب المدرسة وفيما نحن نهمُّ بالخروج.. إذ بالطرقات مقطوعة وحاويات النفايات في وسط الطريق.. منها ما هو مُشتعِل ومنها ما هو مقلوب رأساً على عقب.. حتى انتشرت النفايات على المفارق.. وراحت الدرّاجات النارية تعبر فوق هذا الرصيف وذاك الممر..

 حالة من الهلع انتشرت في المكان.. مصحوبة بالدخان الأسود الذي غطّى وجه النهار المعفّر بالوجع.. والكثير من الصراخ وأبواق السيارت ومحاولات العبور فوق الردم المرمي على الأرض.. أو النيران المشتعلة ولو سيكلّف الأمر دهس هذا أو ذاك.. ناهيك عن إمكانية الاصطدام بسيارات أخرى أو بأي شيء آخر.. 

 صاحت الطفلة مرعوبة: «ماذا يحدث يا بابا؟!.. لماذا قطع الطريق؟!.. لماذا النيران والصراخ؟!.. مَنْ فعل هذا الشيء خذني من هنا بسرعة أنا خائفة».. وعلى إيقاع خوفها سارعتُ للعبور في أقرب ممر ولو عكس السير.. حتى أنجو بطفلتي وأهدّئ من روعها وأخفّف من هلعها.. وأُبعدها عن التلوّث والدخان والأجواء المحمومة والمشحونة..

 وبعدما صرتُ في موقع بعيد عن الخراب الذي تسبّبت به سلطتنا المحترمة.. ركنتُ إلى جانب الطريق ومضيت في استعادة فرحها بالنجاح في آخر يوم بالمدرسة.. علّها تستعيد بعضاً من سعادتها التي سرقها مفجّرو مرفأ بيروت.. ومن بعده تفجير المحروقات في الطريق الجديدة.. لتليهما كل الأحداث والأزمات التي نعبر بها.. والطفلة تسأل: «ليه يا بابا بلدنا بشعة هيك؟!».. فأجبتها: «لاء يا بابا بلدنا حلوة كتير.. بس هي فترة وبتمروء في ناس ما بحبوا بلدنا.. وبغاروا منها عم يعملوا فيها هيك.. بس بلدنا أحلى بلد بالعالم.. وغمّضي عيونك وفكّري بلدنا دايماً أحلى».. 

 

أخبار ذات صلة