بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

3 تشرين الأول 2019 12:00ص بيَّاع وقت!!

حجم الخط
فيما عقارب الساعة تُشير إلى اقتراب انبلاج نور الفجر.. رنَّ جرس هاتفه الجوّال.. فانتفض «صاحبنا» من سُباته هلعاً.. وباحثاً عن مصدر رهبته على أبواب الفجر..

إنّه رقم «صديق لدود».. أو بالأحرى رقم «صديق كان يوماً توأم روح».. لكن حُب الأنا.. نقله من هذه الكتف إلى تلك.. فأصبح في ضفّة مَنْ كان يوماً أعزَّ من أخ.. وغدا اليوم غارقاً في وحول الخطيئة..

وما هي إلا ثوان ليس أكثر.. حتى استل «صاحبنا» الهاتف مستفسراً.. وعارضاً أي دعم أو مساعدة.. فكان المُتّصل من الضفة الأخرى من العالم.. وتحديداً في الولايات المتحدة الأميركية يُبادر بالعتاب.. وعدم السؤال أو الاستفسار عن الأحوال.. الأمر الذي ليس من طبعه أبداً.. فهو «تاجر وقت».. يبيعك الكلام المعسول وما أنْ تنتهي مهمّته على خطوط نارك.. يتوجّه فوراً للبحث عن رحلة جديدة.. أو ملعب آخر يكون فيه البطل..

المُهم.. وبنبرة كلّها حدّة وجديّة قال «صاحبنا»: «أظنك تدري كم الساعة الآن في بلدي.. كان بإمكانك الانتظار حتى بزوغ عيون الشمس.. بدل أن ترعبني وتوقظ طفلتي على إيقاع الهاتف».. فما كان من الآخر بدل الاعتذار إلا أن بادر قائلاً: «لاء ما كان فيي.. أنا وحيد وبحاجتك.. إنتَ كنت وبعدك خيي وصديقي الكبير.. وما إلي غيرك»..

كلام أوقد نيران الأنا للمرّة الأولى في صدر «صاحبنا».. وغزا شواطئ وحداويته بأنّه كان وسيبقى البداية والنهاية.. لكنّه سرعان ما استدرك: «أي مُصيبة تخوض في وحولها؟!».. فسرد المُتصل كذا وكذا وكذا وكذا.. وكي لا نخوض في سِيَر الناس على أساس أنّها «سيرة وانفتحت».. كل ما يمكن القول بأنّ «نيراناً صديقة» قصفت جبهاته على مختلف الصُعُد..

وفجأة استيقظ «صاحبنا» من نومه مُبتسماً.. فخاطب ذاته قائلاً»: «كان حلماً.. هل وصلت الراحة إلى منبت شعرك؟!.. لقد أبدى أسفه وتأسفه خلال المنام.. لكن إياكي يا نفس بالتصديق فما الاعتراف بالخيانة من شيمه.. بياع وقت»..


أخبار ذات صلة