«يقولون العز للرز والبرغل شنق حاله».. ونحن في لبنان نقول «العز للدولار والليرة شنقت حالها».. لا والله لم «تشنق حالها».. بل تمَّ إعدامها رمياً بالرصاص أو حتى إحراقاً بـ«مياه النار».. حتى تقلّصت وتقزّمت واندثرت ولم يعد لها أي أثر بعد عين.. فإبنة السنوات السبع تأخذ معها إلى المدرسة 100 ألف ليرة.. لتكفيها مصروفاً ليوم واحد..
فأي ذل غرقت في وحوله ليرتنا وأي عز بتربّع على عرشه دولار العم سام.. أو دولار السماسرة ولصوص المصارف وقائدهم «حاكم المركزي».. ولا نستبعد من قوافل مافياواتهم لصوص الأدوية والمواد الغذائية والمحروقات.. وفي كل يوم نكتشف طوابير ذل جديدة.. ووعيداً بإقفال هنا وتهديداً بتوقف عن العمل هناك..
أي ذل وعبر منصات التواصل الاجتماعي.. يتهكمون على الأوضاع في لبنان.. مشددين على الزائر – إذا زارنا أحدهم – بألا يصرّف دولاراته إلى الليرة اللبنانية فور وصوله.. بل يحتفظ بدولاراته.. لأن البضائع والخدمات تمّت دولرتها.. والليرة في هبوط مستمر.. وما تصرّفه صباحاً من الدولارات قد يتضاعف مساءً..
أي ذل ومعيشتنا قد أصبحت في خبر كان.. والشهر الفضيل يحل اليوم فيما قيمة صحن الفتوش بلغت الأصفار الستة.. أما مجرّد التفكير بالحلويات أو المشروبات الرمضانية فضرب من المس أو الجنون.. فمَنْ له القدرة على شراء الحلويات وأسعارها صارت بـ»العملة الصعبة».. وما يدرينا قريباً قد تصبح باليوان الصيني بعد الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية.
وبعد كل ما سبق لا يسعنا سوى أن نقول للدولار «بيلبقلك العز».. فالليرة ذليلة مهزوزة ومهزومة.. تحمل عارها وتتلطى من أعين الصرافين.. فهذا ينبذها وذاك يحتقرها.. وكلهم رغم خطاياهم يرجمونها بكل الأحجار..