سأله صديقه:
- هل تتابع مسلسل الهيبة الذي يعرض على شاشة الـmtv؟..
أجابه:
- لا .. لا أتابعه بل أتابع وضع الهيبة التي سقطت في بئر لا قرار له لسلطة تغرق في اللون الرمادي.
أتابع ما يجري في المناطق البعيدة من اشتباكات بين مواطنين تستعمل فيها الرشاشات الثقيلة والمدفعية على درجاتها وسط الاحياء التي يقطنها مدنيون يشبهون أصحاب الاشتباكات، ولكن كل ما يطلبونه الأمان في منازلهم وليس قذائف تنهال فوق رؤوسهم.
أتابع جرائم القتل المتنقلة من منطقة إلى أخرى في فلتان لا مثيل له سابقاً وكأننا انتقلنا إلى الغرب الأميركي في أوج تقاتله وتناحره.
أتابع كيفية تطبيق قرارات السلطة في التباعد الاجتماعي خلال أزمة الكورونا التي (أكملت النقل بالزعرور) كما يقول المثل العامي وكيفية الاكتظاظ في الأسواق وخصوصاً أسواق الخضار حيث ترى الكتف على الكتف والكورونا تسرح وتمرح.
أتابع لهيب نار الأسعار التي تلسع على مدار الساعة أرباب العائلات وتحول حياتهم اليومية إلى كومة من القلق والارهاق، كل ذلك في غيبوبة كاملة للأجهزة المعنية المولجة بمراقبة هذه الأسعار وكبح جماحها.
أتابع كيف تحول سعر الدولار إلى عدّة أسعار بقدرة قادر في حالة قد تكون الوحيدة من نوعها في العالم.
أجل أتابع كل هذا، وسقوط هيبة كل من يفترض به أن يقوّم الاعوجاج، لكنه في ميدان آخر وكأن الأمور تحدث في بلد آخر..
وهل تريد مني وسط هذا كلّه أن أتابع مسلسلاً على شاشة التلفزيون.. سامحك الله.