بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

16 تشرين الثاني 2021 12:00ص تبّاً للحُكم والحُكّام؟!

حجم الخط
الحياة أصبحت سوداء وأشد سواداً من ظلمة الليل التي غشت حياة المواطن اللبناني.. ينام على أزمة ويصحو على أزماتٍ.. ما عاد يستطيع تعدادها وتوصيفها من فرط الآلام.. وكأنّ هذه الأزمات ملهاة لقبض الأرواح نتيجة تأثيراتها السلبية التي ما عادت تحتملها الصخور..

الحُكم بحِكمته بات في خبر كان.. وكأنّنا استوردنا حُكماً ليُنهي لبنان .. الرئاسات على حالها في توزيع الأدوار والاقتصاص من الإنسان.. الرئاسة الأولى تعمل لمصلحتها.. والرئاسة الثانية رغم حكمة رئيسها مشغولة في تدوير الزوايا.. أما الرئاسة الثالثة التي هزَّ الحُكم موقعها.. فدورها حكومة تصريف أعمال.. الوزراء القادمون من قعر الطوائف يستعرضون.. يتحدّثون ويحلّلون وكأنّهم قادمون من برزخ آخر وليس من لبنان.. ماذا فعلوا مع المصارف بجهبذتهم بحجّة إنقاذ لبنان؟

تصوّروا معي الصورة السيريالية: رفع الدعم عن الرغيف.. رفع الدعم كلياً عن الدواء.. رفع الدعم كلياً عن البنزين والمازوت والغاز.. رفع الدعم عن الغذاء.. الدولار حلّق وأصبح بـ23 ألف ليرة.. والمواطن يتلقّى راتبه إذا كان يعمل بدوام أو نصف دوام بالليرة اللبنانية.. تُرى ماذا يفعل الراتب وهل يكفي لثلاثة أيام؟.. بالنتيجة لا غذاء ولا دواء ولا تنقّلات وإنما رياضة على الأقدام للأجساد التي نحلت من أكل البطاطا بأسعارها الغالية التي وصلت إلى أسعار قياسية..

أتأمّل الوجوه.. معظمها كانت تحدّث نفسها وهي تسير في الشوارع.. وتلك التي في الحوانيت تُمسِك بالسلعة.. تتأمّل سعرها وتُعيدها.. أسقطوا المواطن وأذلّوه ليبقوا على كراسي الحُكم.. ولكن مَنْ يحكمون أشلاء بشر ستنفجر أم ماذا؟ الحرائق المُفتعلة لفّت لبنان من صور إلى عكار.. تُرى لماذا ومَنْ هو المُستفيد منها؟ بالطبع أصحابها الذين يريدون تصحيرها لجعلها أراضٍ صالحة للبناء.. جميل جداً ما يحصل في «عصفورية لبنان».. الشعب النظيف بات على قارعة الطريق.. والفئة الضالّة منه على منوال الحُكّام تنهب وتسلب.. أما يقولون إنّ الحروب تنتج أثرياءها؟ فكيف بأثرياء التجارة بالإنسان بعدما أصبح المواطن يبيع أعضاءه ليُعيّش أولاده؟.. تبّاً للحُكم والحُكّام؟!




أخبار ذات صلة