بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

4 آب 2022 12:00ص تتذكّروا.. معلّم التلحيم!!

حجم الخط
هناك حيث ما تبقّى من أطلال أهراءات القمح في مرفأ بيروت.. تاريخ رسم بالدم والنار والوجع والصراخ والبُكاء.. ذكريات لن تمحوها الأيام وآلام لن يشعر بها إلا من حفرت في أعماق جسده ملامح سلطة استخسرت بشعبها حتى العيش.. فآثرت السماح لحاملي السلاح تخزين ما يُريدون.. حتى جاء «البُعبُع الملعون» واختطف أكثر من 200 شهيد وأضعافاً مُضاعفة من الجرحى، ودماراً صُنّف عالمياً بتداعيات ثالث أكبر انفجارل عرفته البشرية بعد النووي..
 عامان بالتمام والكمال.. عامان من الألم والحسرة والوجع والغياب المغمّس بالدموع الحارقة، فوق أطلال البحث عن إبن مفقود، وأب خرج بحثاُ عن لُقمة عيش.. فحتى أشلاؤه لم تعد لأنّ من «بشّرنا» بجهنّم كان على علم ولو ادّعى بأنّه «نايم نومة أهل الكهف»..عامان وصرخات أهالي شهداء وضحايا وجرحى ومنكوبي.. تفجير نيترات الأمونيوم المُخزّن في العنبر 12 بمرفأ بيروت.. الذي بدّل ملامح المدينة لم ولن تُبح.. رغم تدخّل «أصحاب الأجندات» والإيديولوجيات وشرذمة صفوف الأهالي.. حتى صرنا أمام مَنْ باع الدم بـ»الأخضر النظيف أو الوعيد والتطييف».. لاتهام القاضي طارق البيطار بالتسييس..
عامان وها هي هياكل الأهراءات بدأت بالهبوط.. بفعل أنامل «معلّم التلحيم» (أتذكرونه).. فنيرانه عادت لتحرق حتى القمح المبلول بدماء الضحايا ودموع الأهالي ومياه بيروت المزركشة بالألم.. لكن لا تنسى «يا معلّم» أنّ غبار السقوط وإصبعك المرفوعة أعجز عن حجب نور الحقيقة مهما طال الزمن..عامان تناسى خلالهما من أحضر النيترات القضية.. موجّهاً مسيّراته وضفادعه البشرية إلى «كاريش وما بعد بعد كاريش».. حتى أنّ التهويل بـ»البعبع» الداعشي غاب عن أجنداته.. متلهياً بتحصيل حقوق العباد (يا كريم).. وكلّه أمل بتطبق المثل: «يا بموت الراعي يا بموت الديب يا بموتوا الغنم».. وللأسف لا يزال الغنم اللبناني يتراص في صفوف البنزين، المصارف، الصيدليات، الخبز... لكن لحظات 4 آب 2020 ستبقى إلى يوم الدين ماثلة في أذهان اللبنانيين.. لأنّه ولو ترمّم الحجر فلن ينسى البشر!!
أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!