بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

22 أيار 2021 12:10ص تجار موت أو حياة!؟

حجم الخط
انها الصيدلية العاشرة التي يقصدها الشاب العشريني بحثاً عن دواء للضغط لوالدته، والجواب واحد «مقطوع»، كيف ذلك انه صناعة لبنانية حتى بديله الاجنبي مقطوع؟ نعم يقول له الصيدلي بكل اسف، ما الاسباب؟ يصرخ في الصيدلية بشكل هستيري هل اترك امي لامكانية اصابتها بجلطة دماغية لأن تجار الموت من المستوردين والمصنعين يحتكرون الادوية؟ بدل ان يكونوا الدواء للمريض يتقمصون شخصية «عزرائيل»؟
كلا أيها الفتى انهم لا يتقمصون سوى شخصية الشيطان الذي عشعش في نفوس كافة التجار والسياسيين وحتى رجال الدين الذين يصمتون على افعالهم، انهم تجار الموت من الدواء الى الغذاء الى الكهرباء والمياه حتى وصلت مواصيلهم في ايام «الجائحة الكونية» ليتاجروا بالهواء (الاوكسجين)، كله تحت ذريعة ارتفاع سعر صرف الدولار، اليسوا هم من هرب الدولار الى الخارج؟ اليسوا هم من افلس الخزينة بفسادهم؟ أليسوا هم الذين حجزوا اموال المودعين في المصارف فراح هؤلاء يتسولون اموالهم على ابواب تلك المصارف؟ 
انت ايها الشاب الخائف على والدتك كما كل من يقصد اية صيدلية ولا يجد دواءه حتى للامراض المزمنة، هل سألتم انفسكم من اوصلكم الى هذا القعر؟ انتم تعلمون الجواب حتماً لكن لا تقلبون الطاولة حتى دفاعاً عن صحتكم، هل امنكم الصحي والغذائي ليس خطاً احمر كما هو زعيمكم؟ هل ستتركون انفسكم واحباءكم للمصير المجهول؟
ربما الداء ليس في جسد اللبناني فقط، بل هو في عقله، فان شعباً حارب اشرس عدو دفاعاً عن ارضه كيف يرضى ان يحتله فساد هؤلاء فيمنعون عنه حتى الدواء؟ ربما يجب ان يفكر في كيفية تشكيل مقاومة خاصة بالفساد ومحتكري الحياة ربما عندها يكون لنا وطن حر من العدو والفاسدين.

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!