بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 آب 2022 12:00ص تجهيل شعب

حجم الخط
بدأت تُقرع طبول العودة الى المدارس،طبول تبشر الاهل بإفراغ جيوبهم وليس جيوبهم فقط بل كافة مدخراتهم بعد ان وصلت الامور الى ما يشبه «الجنون التربوي» مع تضخم للاقساط يفوق كل مدخول العائلات لا سيما الفقيرة منها.
واللافت ان الامر لا يقتصر على القساط فقط بل ان الامر المفجع هو لائحة الكتب التي تصل الى 15 مليون ليرة لا سيما تلك التي تتضمن كتباً مستوردة وتتدنى الى 5 ملايين ليرة كحد ادنى ، فكيف وفق هذه الارقام لعائلات مستورة ان تتكبد مثل هذه التكاليف في حال كان 3 اولاد لديها يرتادون المدرسة.
بالطبع الجواب يكون بسؤال:«لماذا لا يتوجه هؤلاء الطلاب الى المدارس الرسمية» ؟ والاجابة بسيطة جداً عن اي مدرسة رسمية ستتكلمون في العام الدراسي المقبل عن مدرسة لا يستطيع اساتذة الوصول اليها لأن راتبهم لا يكفي للتنقل من والى المدرسة؟ أو كيف يمكن لأستاذ ان يقوم بالتدريس وعقله مشغول كيف يؤمن قوت يومه بعد ان اكلت تكاليف النقل هذا الراتب الهزيل؟ كيف سيدفع فاتورة الكهرباء وكيف سيدفع فاتورة الانترنت الذي اصبح من الضروريات في عملية التعليم وبالطبع الحكومة المسؤولة عن رفاهية هذا الشعب الذي زادت اضعاف تكاليفه .
هل المطلوب فعلاً «تجهيل» هذا الشعب لأن شعباً متعلماً ومثقفاً لن يقبل أن يبقى ذليل الزعيم ، كانوا بالامس يعيبون على احد الزعماء انه لم يشيد المدارس لابناء منطقته على اعتبار ان ابنه يتعلم فلماذا يتعلم اولاد الشعب؟ اليوم هؤلاء تحديداً بنوا المدارس الكبيرة ولكن افرغوها من الطلاب بفعل فسادهم وسرقتهم التي ازكمت انوف كافة الدول، فعن اي تعليم نتحدث اليوم؟ 
على هذا الشعب اليوم ان يحسم خياراته وان لا يقف مكتوف الايدي وهو يشاهد بلد الحرف يتقهقر تراجعاً ليعود الى عصور الجاهلية.
أخبار ذات صلة