بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 تشرين الثاني 2021 12:08ص ترى متى نستقل؟!

حجم الخط
أمس كانت ذكرى عيد الاستقلال.. هذا الاستقلال الذي لم نشعر بأنّه حقيقة إلا في عهد الأمير الجنرال فؤاد شهاب.. باني دولة المؤسّسات.. صحيح أنّ لبنان استقل عن الانتداب الفرنسي ولكن بقي هذا الاستقلال عرضة للتجاذبات الطائفية.. وعندما أتحدّث بهذه اللهجة لا أتحدث بها من العدم.. ففي عام 1958 وعندما كُنتُ صغيرة حدثت الثورة.. حوصرت المدن الساحلية على امتداد لبنان.. والراسخ في ذاكرتي أنّ الجيش وحزبَيْ الكتائب والقوميين السوريين في عهد الرئيس كميل شمعون حاصروا المدن وقامت في وجههم المقاومة الشعبية..
تماماً.. عاشت المدن حصاراً وتجويعاً.. أتذكّر أنّنا في مرحلة الـ58 لم نحصل لا على اللحم ولا السمك والغذاء.. وكان الجيش في ذلك الوقت يُقنّص السكان في صيدا من برج القلعة البرية ومن تلة الموريكس.. لا تستطيع النساء نشر الغسيل على الأسطح ولا التجوّل في الأماكن المكشوفة..
الحصار كان قاتلاً ضمن حدود المدينة إلی أنْ تسلّم الجنرال فؤاد شهاب الحكم.. فتذوّقنا السمك من شباكنا ومن قواربنا.. وأتذكّر أنّ جدّي «رحمه الله» ريّس الريّاس مصطفى حسن بديع أمر بأنْ يُوَزّع الصيد على سكان المدينة ليتزفّروا .. أيام لا أنساها ولا أنسى طعم سمكها من «الشيلان».. رحمك الله يا جدي أنتَ ووالدي وأبناء إخوتك درويش، محرم، رشاد، حسن، بشير وغيرهم من الريّاس على تلك الوقفة.. ألم تكن حرب العام 1958 طائفية؟ ومن بعدها ألم تكن الحرب الأهلية طائفية غير حروب «إسرائيل» من اجتياح في العام 1982 وتعدٍّ سافرٍ مُستمر وكذلك حرب الـ1994 وحرب الـ2006؟
اليوم حربنا ليست طائفية بحتة بين أمراء الطوائف.. بل اجتمعت الطائفية بأهدافها والحزبية والسلطوية والمصرفية على الشعب لإذلاله.. نعم حرب العهد مريرة حرب تجويع وتفقير وتمريض باعتبار ارتفاع أسعار الغذاء والماء وافتقاد الدواء والمحروقات.. إلى أين انتم سائرون بالوطن؟ الدولار بلغ سعره يوم الأحد الماضي 23500 ليرة.. تُرى ماذا يفعل مَنْ يساوي راتبه حوالى الـ24 دولاراً؟ يا جماعة السرفيس بـ25 ألف ليرة.. مَنْ يركبه ليتنقّل إلاّ المضطر؟ لماذا رفع سعر الدولار إلى هذه الأرقام الخيالية ومَنْ المستفيد؟.. ترى متى نستقل؟!

أخبار ذات صلة