هو ليس بخبر غريب عن لبنان وإن كان خبر فاجعة، لأن اللبناني اعتاد الاخبار الفاجعة، لا سيما اخبار الموت الجماعي التي تخطف عائلات بأكملها، من الحروب الى حوادث السير المروعة على مدى سنوات، وجاءت ازمة البنزين لتزيد من التفلت من قانون السير، فلم يعد عكس السير مخالفاً للقانون ولم تعد المحاسبة لأي مرتكب موجودة في قاموس القضاء اللبناني.
ان المذنب الاول لفاجعة العائلة التي قضى جميع افرادها اضافة الى شابين في مقتبل العمر هو الدولة اللبنانية اولاً وجهاز امن السير ثانياً والقضاء المتراخي ثالثاً، اذاً المحاسبة يجب ان تطال الجميع لكن من يحاسب؟ سؤال بديهي في دولة التسيب والفساد، فاجعة بحجم انفجار المرفأ تملص منها المسؤولون الحقيقيون فكيف بحادث سير؟ لن يحاسب الفاسد القاتل ولا القاتل سيحاسب الفاسد فهم شركاء الجريمة، لكن الشعب لماذا لا يحاسب؟ بالطبع لن يحاسب فهو الشعب المدجن باسم الزعيم وليس الطائفة كما يحاولون تصويرها، الشعب المدجن يئن من الجوع والتسيب والحرمان من كل مقومات العيش الكريم ولكنه لا يصرخ ولا يشهر سيف الجوع بوجه الظلام.
الجميع يسأل من مغتربين واجانب لماذا تسكتون؟ لماذا يستمرون في ذلك وانتم صامتون؟ كيف نجيب على اسئلة هؤلاء نحن الحلقة الاضعف بين ازلام السلطة، بالامس اعتدوا بالضرب والرصاص على من انتقد احد نوابهم ومستعدون لابادة شعب باكمله من اجل عيون الزعيم، فكيف نواجه هؤلاء، الاجابة جداً بسيطة عندما يقف الجياع والفقراء في وجه الطاغوت تسقط المحرمات من زعيم الى رجل دين ، نعم فلتسقط المحرمات ويسقط الزعيم لأننا سنسقط قريباً ان لم يسقطوا هم.