بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

30 كانون الثاني 2023 12:00ص تعاضد

حجم الخط
عندما تعجز أو تفشل السلطات الحاكمة في ضمان حقوق النّاس وتأمين ضرورات الحياة لهم يحوِّل المجتمع طاقاته إلى ما يشبه الدفاع الذاتي الشبيه بدفاع الجسد عن نفسه،ويبدأ بآلية غير مسيرة من قبل أحد الا من قبله، ويأخذ بسد حاجاته بنفسه.
حول هذا أخبرني صديق صيدلي ان اناساً يرفضون ذكر اسمائهم يحضرون إلى صيدلته ويضعون مبلغاً من المال قلَّ أو كثر على ان يكون مساهمة في تيسير ثمن الدواء لمن لا يستطيع دفعه، وان هذه الظاهرة تزداد مع اشتداد الأزمة وضراوتها.
أما بائع خضار فيقول انه مساءً تبقى بعض خضاره غير مباعة فيخصصها لمن يحتاج ولا يستطيع دفع ثمنها ليأخذها مجاناً بدلاً من ان تذبل وترمى في اليوم التالي، وقال ان اعداد المحتاجين تزداد يوماً بعد يوم توازياً مع الضغوط الحياتية الحاصلة.
جمعية تجار أحد الشوارع الرئيسية في البلد قررت منح قسم من اشتراكات الاعضاء الى إحدى الجمعيات الموثوقة لتأمين بعض الحاجيات الضرورية لبعض العائلات المحتاجة.
طبيب صحة عامة في أحد الاحياء قرر ان يخصص يوماً للمعاينات المجانية للمحتاجين مع منحهم الدواء إن وجد من المساطر الطبية الموجودة لديه.
ظواهر تريح القلب نسبياً من حيث الشعور بأن المجتمع ما زال بخير وأن الدنيا ما زالت بخير رغم كل أشرارها.
مع العلم ان هناك الكثيرين من أصحاب الحاجة لا يقتربون من ذلك كله، اذ تمنعهم عزة نفسهم من مد اليد، لذلك يعضون على الجرح ويصبرون. لكن كل ذلك يولد سؤالاً بحجم الحالة..
- من المسؤول عما وصلت اليه الامور؟!..
أليس السلطة الحاكمة المسؤولة عن حياة الناس وارزاقهم؟
وبدلاً من ذلك حولت المسؤولية ومراكز القوة والتحكم الى السرقة والتحايل واستغلال النفوذ الى النهب والسطو على المال العام والخاص.
الشدّ على الأيدي الخيرة..
والدعاء بالكسر علی الأيدي القذرة.
أخبار ذات صلة