بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

19 كانون الأول 2020 12:00ص تنظير

حجم الخط
ما اكثر التنظير واقل التدبير في هذا البلد الواقف على حافة هاوية اقتصادية صحية اجتماعية، وما كثرة المنظّرين على شاشات التلفزة الا تأكيد على حجم المرض الفكري الذي يضرب لبنان منذ سنوات، جميع هؤلاء اصبحوا خبراء ليس في الاقتصاد او الصحة او غيرها بل في اجترار الاكاذيب و«الخيال السياسي»، ينظرون عن المشكلة بكل ابعادها وتفاصيلها الدقيقة ولكن للأسف ولا واحد منهم يقدم حلاً لهذه المشكلة ولو من باب الطرح فقط.

وهؤلاء المنظرين هم جزء لا يتجزأ من المشكلة في البلد ،ليس لأنهم ينظرون بل هم يعملون من خلال اطلالاتهم المتكررة على تكريس «استغباء الناس»، اما لماذا يفعلون ذلك فالجواب واضح، هم يمثلون فئة معينة من المنظومة الفاسدة في البلد يهاجمون الطرف الآخر على انه سبب كل مشاكل البلد رغم يقينهم انهم جزء من هذه المشاكل، هل من المعقول ان يبقى الشعب اللبناني يستمع الى تفاهات هؤلاء؟ ألم يمل الاعلاميون من استضافتهم؟ ام انهم ايضاً جزء من هذه اللعبة «الوطنية»؟

لم يعد الاعلام يشبع رغبة الناس في معرفة الحقائق بعد انكشاف تورط معظمه مع مشاريع داخلية وخارجية ساهمت في ايصال البلد الى الحافة، ولن تعفي الاضاءة على بعض ملفات الفساد بعض هذا الاعلام  من مسؤوليته في التعتيم طيلة سنوات على قضايا فساد كبرى «لغاية في نفس يعقوب» كلنا نعرف ما هي، لكن اليوم ارحموا عقولنا وابعدوا ضيوفكم الدائمين عن المشهد فهم يزيدون الطين بلة لأن الشعب ملّ التنظير وهو أحوج اليوم الى التدبير، والوضع لم يعد يحتمل حتى انتم لن تسلموا من تداعياته والبوادر بدأت.

أخبار ذات صلة