بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

25 آذار 2023 12:12ص توقيت الزوال!

حجم الخط
بغض النظر عن القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية حول تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي لشهر واحد من صوابيته او عدمه, الا ان اللافت هو اختراع مادة جدلية بين اللبنانيين, لا بل تحولت الى مادة سجال طائفي، يظهر حجم الانقسام العامودي الذي يبدد مقولة «العيش المشترك».
ربما كان لتسريب الحديث بين رئيس المجلس النيابي والحكومة المقصود أبعاداً تتخطى موضوع التوقيت بل تصور ان رئيس المجلس هو الحاكم بأمره في القرارات الحكومية, وهو ما تجلى في بعض ردود الفعل السريعة, وإن كان معظم الصائمين للشهر الفضيل من مناصري القرار حيث اعتبروه قراراً صائباً لا سيما انه لن يؤثر الا في موضوع مواعيد رحلات الطيران والتي يمكن معالجته.
من الممكن معالجة مواعيد رحلات الطيران بكل سهولة وسلاسة ولكن لا يمكن معالجة العفن داخل نفوس اللبنانيين لا سيما المسؤولين منهم لتأجيج  الخلاف الطائفي دوماً بين ابناء الوطن الواحد حتى يلهوا اللبنانيين عموماً عن المطالبة بعزلهم من مراكز السلطة مع الحال المزري الذي وصل اليه لبنان بفضل سياساتهم الفاسدة.
كان اللبنانيون دائما يختلفون على كل شيء ولكنهم يتفقون على التوقيت الصيفي والشتوي، وها هم اليوم يختلفون عليه،ألم يعد من شيء مشترك بينهم يمكّنهم من الاستمرار معا في بناء الدولة؟.
ربما هي المقدمة لأصحاب نظرية الفيدرالية التي تعالت اصواتهم في الفترة الماضية وما كانوا يتحدثون عنه من مشاريع تقسيمية باتوا يجاهرون بها علناً وبدون خجل متناسين ان لبنان اصغر من ان يُقسم واكبر من ان يُبتلع، ليتهم يعودون الى رشدهم ويفكرون ملياً في كيفية انقاذ البلد بدل التلهي بالتوقيت قبل ان يحين توقيت زوال لبنان.
أخبار ذات صلة