بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

31 تشرين الأول 2019 12:00ص «ثورة.. ثورة»!!

حجم الخط
فيما عقارب الساعة كانت تُقارب السادسة صباحاً.. صوتها وصلني من بعيد.. تُردّد كلاماً لم تُصدّق أذني للوهلة الأولى أنّها تسمعه.. كانت تُعيد وتُكرِّر: «ثورة.. ثورة».. ثم انتقلت لتقول: «كلن يعني كلن»..

من سريري قفزت.. في البحث عنها شرعت.. وإذ بها على شرفة المنزل تكلّل رأسها بقبعة مزركشة بألوان العلم اللبناني.. وترفع علم «وطن النجوم».. فرحة وكأنّها تطير فوق بساط الأمل.. ثم صعدت فوق كرسي صغير.. كأنّها تعتلي منصة خطابية.. وراحت تقول: «نحن اليوم زينا.. حتى نقول لكل الناث.. إنو ماما وبابا وأنونة (شقيقتها) وأنا كمان.. كلنا يعني كلنا منحب بلدنا.. ومنكره الحراميين اللي عم يعملولنا حرب ببلدنا.. ويثرقوا مصرياتو للبابا.. بابا ما معو مصاري يزيب لعبة حلوة إلى ودوا لماما وحفوضة لأنونة»..

وباغتتني مستديرة خلفها لتراني.. فارتعدت فرائسها وارتبكت حتى أوشكت على السقوط.. فيما لم تحملني قدماي إلا على إنقاذها من السقوط.. لأنّني كنتُ عاجزاً عن التعبير.. هل فعلاً طفلتي إبنة السنوات الأربع.. نطقت بهذه الكلمات.. هل فعلاً ما سمعته كان حقيقياً؟!.. أم إنّه حُلُم أجمل من الواقع؟!..

وسارعت إلى القول: «Papou أنا بحبك.. وإنت لما ريّحتني (أخذتني) للبلد.. ما ثفت الأبطال بث ثفنا الحرميين عل tv لما كثّروا الخيمات الـyellow والـRed وكل ثي.. أنا كنتم عم قول هيدا الثي منو حلو.. ما تكثروا الطريق وما تضربوا الناس حرام تعملولون (واوا)».

كلامها نزل على صدري برداً وسلاماً.. كُنتُ فرحاً وأعجز عن التعبير.. بل خانتني دموعي لتنهمر سعادة أوسع من حدود الحياة.. لتكون أوّل إنجازات الثورة.. «طفلة ملائكية تُطلق صيحات الثوار»..


أخبار ذات صلة