بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

7 كانون الأول 2019 12:04ص جرائم الانتحار

حجم الخط
ليس مبرراً التهكم على حالة انسانية مأساوية من قبل مجموعة من «مراهقي السياسة» على مواقع التواصل الاجتماعي، وكأن من اقدم على الانتحار كان هدفه الوصول الى اعلى «ترند» على تويتر، هو وصل الى مرحلة لم يعد فيها يستطيع التعايش مع واقعه المؤلم، وقد يرى فيها البعض انها ساعة تخل، وآخرون يعتبرونه تصرفا جبانا في مواجهة التحديات والمتدينون يعتبرون ذلك «حراماً»، الا ان جميعهم لم يكونوا بموقع هذا «الضحية» لدولة الفساد، دولة التجار «تجار الرقيق»، ربما من علّق بسخرية على فعل الانتحار واعتبره «موضة وماشية» تغافل عن انه لم يكن حادث انتحار بل كانت جميعها «جرائم انتحار»، وهذا المعلق لم يذق ما ذاقه الضحية ربما لأنه وريث لأموال عائلية او مبيض للأموال او تابع لزعيم مارس كل انواع النصب والاحتيال حتى اوصل البلد وهؤلاء المنتحرين الى ارتكاب جريمة بحق انفسهم وعائلتهم.

فعل الانتحار ليس ساعة تخل كما يحلو للبعض ان يسميه، فهو يحتاج الى الكثير من الشجاعة، فليس سهلاً على اي انسان مهما وصل به الحال للتخلي حتى عن انفاسه، خصوصاً من كان اباً، الم يفكر اي مسؤول بعد «جرائم الانتحار» من انه كان سبباً في انتحار هؤلاء؟ الم يؤنبه ضميره ولو قليلاً ويهمس له انك انت من قتلت هؤلاء؟ طبعاً لن يجلسوا ويفكروا ولو للحظة بما يجري لهذا الشعب لأن وقتهم يقتصر على التفكير كيف يسرقون شعباً بدأ يعي حجم بشاعتهم وجشعهم، هم لا يفكرون من انتحر او من سينتحر، هم يفكرون كيف يهربون ما نهبوهم قبل ان يستطيع المنتفضون من استعادة حقوقهم منهم، مع العلم انهم اوقح من ان يخافوا من الثائرين والا لكنا رأينا في تصرفاتهم بعضاً من الندم او صحوة ضمير بالمبادرة الى اعادة بعضاً مما سلبوه، انهم مؤمنون بصلابة النظام الطائفي الذي يحميهم من اي ثائر محتمل، ولكن ان لم يحسبهم الثائرون فان في السماء من سيقتص منهم يوماً.


أخبار ذات صلة