حكايا الناس

جاكلين كانت خطيبة جول جمال الضابط السوري الذي كان يتلقى تدريباً في القواعد البحرية المصرية حين تعرّضت مصر للعدوان الثلاثي سنة 1956 من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.

وأصر على المشاركة في المعركة دفاعاً عن أرض مصر وقام بالقارب الذي يقوده بعملية استشهادية وتمكن من تدمير مدمرة فرنسية كانت ستدمر ما تبقى من أحياء بورسعيد.

كنا أيامها في مطلع العمر، وشدّنا هذا الشاب من خلال بطولته إلى الانعماس بعد ذلك في النشاط القومي، كما شدّ الآلاف من شباب العرب.

بالأمس رحلت خطيبته جاكلين وهي محتفظة ببنصرها بخاتم الخطوبة بعد أن أمضت حياتها عازبة وفاء له ولذكراه.

هذا الموقف الرومانسي يدفع إلى تحفيز الذاكرة إلى ماضٍ أقل ما يقال في وصفه انه يناقض الحاضر العربي الذي تغطي أرضه الخلافات والصراعات.

لا نذكر القصة الآن كقصص قيس وليلى، وجميل وبثينة، ولا نركّز فقط على الوفاء الذي يرافق العمر كلّه.

بل نركّز على مرحلة مضيئة من تاريخنا الحديث كان قسم كبير من شباب العرب هم جول جمال، الذين أوصلهم التزامهم الوطني بالبذل حتى الاستشهاد..

فهل فرغت الأمة من قواها الفاعلة؟!

أم أفرغوها؟..

رحم الله البطل جول جمال.. وجاكلين..