بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

24 أيلول 2021 12:00ص حارس الظل!

حجم الخط
كل شيء يُخبرني بأنّ الوقت قد انتهى!  كلّ حديث يتأخّر بعد الآن عن ساعته فهو إلى سقْط الكلام أقرب. فاليوم ليس للإنسان من الأمر شيء. محنة الأقدار ترسم ملامحه الأخيرة وهي تنسحب كجنود مهزومين نحو الباب الضيّق الذي اقتحمه منتصراً ذات مرّة. فعندما يحين موعد الإجابات وتخرج من أنفاقها الأسئلة، تُصالح النوارس أجنحتها فيأخذها الطيران أبعد فأبعد. لست عرافاً لأضع ملحاً في أذان الناس،ولا حكيماً لأُملي على البحر موجه السعيد. انا مثلُ الزّبد كل شيء ولا شيء. وأنا مثلُ التراب لا أملك شيئاً ولا ينقصني شيء. وأنا عابرٌ  مكين يُحرجني الوجود مثلما يُحرج كلمةً المعنى. أرى بعد فوات المرايا، وأسمع بعد انكسار الصّدى. وأكتب على حرف ليس يقطع عن كلمةأختها. أمرّ عليّ فلا أجدني، وأسأل عنّي فلا ألقاني، وأخاطبني فلا أسمعني. من جهلي أعرفني ومن أناي أجهلني. يوماً ما سأصير إليّ. ويوماً ما ستشقّ فكرةٌ رأسي إلى نصفيْن. لن أعود هو نفسه: حارسُ الظّل الوفيّ. تتدحرج غابتي على أوراق غاري مثل نغمةٍ على سلّم الصّمت العميق. قليلاً ما نُنصت لهسيس محنتنا في لجّة الكلام. قليلا ما نرصد حصوناً لأحلامنا العالية. قليلاً ما نسلّم للقليل حصّته الكبرىفينا. يداي تفضحني. تتخطى العتبة منّي. تغامران في أمري. تنسياني مهبطي. تتغذيّان على النظر الأعمى الذي يتصيّدني. تُسلّماني إلىحيْرة الأشياء وصلافة الرغبة. تأخذ الرغبة مكاني. تفترسني بالمرايا، وتتعقّبني كجرحٍ  نازف في مخيّلة ذئب.  يُسمعني العمر نشيجه تحت الشجرة. والطائر الذي بجانبي يهدهد بفروع منّي حطّم الكبْر غصونها وتهدّلت منها كل خيبة. قد انتهى الوقت بلا ريب. بيد أنّ حقانيّة مثل هذه لا يصدع بها سوى الوقت نفسه. 






أخبار ذات صلة