بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

16 أيار 2019 12:00ص حامل الجمر!!

حجم الخط
حكايات «صاحبنا» وكوارث «الواتساب» لا تنتهي.. فجأة ودون سابق إنذار.. قفزت إلى صدر هاتفه الجوّال.. صورة صديق أعز من الأخ على قلبه.. متدثراً بثوب المستشفى.. وعلى رقبته لاصقة طولها بطول شبر اليد الواحدة.. وذُيلت الصورة بعبارة.. «الله يسلّمك.. نشكر الله قطوع ومرأ»..

قفز «صاحبنا» من روعه ممتشقاً جوّاله.. و«مبحلقاً» بالصورة.. أصحيح ما تراه عيناي.. أصحيح «علّوش الغالي» كما يناديه.. طريح فراش المستشفى وعلى عنقه آثار جراحة ما.. أصحيح أنّ «أخي إبن الحياة» يعاني وأنا لا أدري..

فبادر إلى الاتصال بـ«عابر سرير المرض».. وإذ بـ«الغالي» يخبره ما لا يقبله قلب.. ولا ترضى عنه أذن تسمع أو عين ترى.. محاولة قتل وإيذاء نفسي وجسدي.. وتحطيم روح الشباب في جسد غض نضير.. حتى غدت الكلمات تخاطب نفسها بنفسها.. والأحرف تتطاير من بين الشفاه دون أي معنى أو تفسير.. وسؤال أوحد يتردّد: لماذا؟!

غادر «صاحبنا» مقرَّ عمله على جناح البرق الوامض.. وحط على جناح المستشفى سائلاً عن «الأخ الغالي».. ومستفسراً عمّا جرى ويجري.. وماذا يمكنه أنْ يقوم به لبلسمه بعض من جراح «أخيه الصغير».. فكان الجواب «رُبَّ أخ لم تلده أمك.. وجودك بمفرده دواء»..

هي أيام لا أعادها الله.. بل هو كابوس بشع.. يسرق من الأحلام طيبتها.. ويزرع في مفارق العمر أشواك الخوف.. القابع بين الضلوع.. حتى راحت الدموع تترقرق من العينين.. والصدر ضمَّ المجروح علّه يبلسمه.. ولكن «حامل الجمر» وحده من يشعر بالألم والجوى.. 

فعاهد «صاحبنا» صديقه الشاب.. بأنّه آن الأوان لرد القليل من جميلك عليَّ.. وكم كانت «لك معي مواقف و«طحشات».. شاء القدر أنْ أحاول ردّها لك في مُصابك الجلل.. ويا ليت القدر يسّر لي الأمر لردّها في الفرح لا في الترح.. أو أقلّه أتمكن من أنْ أطفئ بعضاً من لظى جمرك الموقود!!»..

أخبار ذات صلة