يجذب جمال لبنان في الأعياد الميلادية سنوياً واطلالة رأس السنة بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها النّاس تحت أنين الفقر والوجع «وهجرة» أبناء الوطن الواحد بحثنا عن (الرغيف الأبيض)، فجمال هذا الوطن الجريح وحرائق المدينة «ست الدنيا» يجذب السيّاح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة سلاسل جبال لبنان (وأمطاره الكانونية) ورذاذ الخريف بانتظار الجنرال ثلج والرياضة الشتوية ورياضات التزحلق على الجليد بأنواعها المتعددة في المنتجعات السياحية.
أمطرت غيمات لبنان دمعاً، واشاع ياسمين مدنه وقراه عبير فؤاده. ففي جمال الكلمات ثمة خير كثير، وكانت قيثارة «فيروز» علماً بين ضياع هذا الجمال والخير وهي تترنّم:
بتذكرك كل ما تيجي لتغيّم
وجهك بيذكّر بالخريف
بترجع لي كل ما الدني بدها تعتم
مثل الهوا اللي عمبلّش عَ الخفيف
كيف تقاوم التشاؤم، لعل هذا السؤال تطرحه فيروز في أيامنا السوداء فصوت سفيرة النجوم ببساطة يشع تفاؤلا ويقاوم الاكتئاب.
والسؤال الآن: هل من مجال للتفاؤل في وسط السواد الذي نشاهده ويدور حولنا (...) أم أن من خاف سلم؟!
فلنتشاءم احتياطياً.. ونتفاءل أحياناً مع فيروز، فطائر الفينيق في (ساحات الأبطال).. وثورة الجياع لا تموت؟!
العمل يكون فارغاً وبلا ثمرات إن لم يقترن بالمحبة. بقول «جبران خليل جبران» وهذا ما رددته فيروز: «إذا المحبة أومَتْ إليكمْ فاتبعوها» حتى في الشتاء والصواعق.