بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

11 أيار 2022 12:05ص حقّك «مش كرتونة»؟!

حجم الخط
بين بونات الخضار والمواد الغذائية والخبز والبنزين، وبين المدفوع نقداً وعدّاً، تتفاوت نوعية المال الانتخابي، الذي اعتاد اللبناني عليه مع كل دورة انتخابية، ويرتفع «سعر الصوت» كلّما اشتدت منافسة «الحواصل».
هذه الممارسات التي باتت تقليدية وعُرفاً في لبنان، قبل كل انتخابات، تحتلُّ حيّزاً كبيراً هذه الدورة، لأنّ اللبناني يعاني من ضائقة اقتصادية كبيرة، وأي «حَجَرَة» بالنسبة له «بتسند خابية»، لكن ما لا يدركه أنّ هذا الصوت الذي يبيعه بحفنة من المال، سيرتد إجراءات تعسّفية بحقّه بعد 15 أيار، حيث سيُشمّر الجميع عن زنودهم بعد انتشائهم بالفوز، ويخبطون على الطاولة بكل عزيمتهم، وسيُمرّرون الموازنة المجمّدة مؤقتاً، ولن يضعوا سقفاً للدولار، وستُشطب ودائع الناس بـ»شحطة» قلم، وستعود طوابير البنزين على مد النظر، وغيرها من الأزمات المأجّلة، إذ لن نحصل على الكهرباء التي نرتجي نورها ساعة يومياً، وسترتفع كلفة الاتصالات كما تعرفة الجمارك، وسيفعلون بالشعب الذي اشتروه بـ»كرتونة» كل ما يحلو لهم، لحماية كراسيهم وثرواتهم، كيف لا وهي الطبقة التي ستكون مُنتخبة شعبياً وديمقراطياً، ولن تخشى حينها أي ردّة فعل شعبية.
لماذا لا يفهم الشعب اللبناني أنّ حقه «مش كرتونة»، وأنّ من حقه مُحاسبة هذه الطبقة التي تُجدّد الحكم لنفسها دائماً بشتى الطرق، وأنّ حقه هو الحصول على سرير في مستشفى بحال مرضه، وتأمين مقعد دراسي لإبنه دون أنْ «يضرب أخماساً بأسداس»، للحصول على Fresh Dollars لتعليمه، وأنْ يحصل على وظيفة تقيه شر العوز، كما حقّه بمنزل أصبحت حيطانه الأربعة حلم كثيرين مع ارتفاع الإيجارات.
فهل سيقف اللبناني أمام نفسه أولاً، ويحاسبها على ما أنتجت أوراقه في صناديق الاقتراع على مر السنين، أم سيبقى أسير مخاوفه الطائفية والحزبية، ووهم الصراع الوجودي الذي اخترعه زعماء الطوائف لنبقى كالغنم تُسيّرنا ضربة عصا؟.
أخبار ذات صلة