حكاية يعيشها 70% من الشعب اللبناني الصامت عن حقه، يعيشها كل مريض يذهب الى صيدلية ليطلب الدواء إما انه مقطوع وإما أنه يعجز عن دفع ثمنه بعد تحليق سعره الى ما يفوق الحد الادنى للاجور.
وعن أي اجور نحكي عن فتات ترمى الى موظفين وعمال من موائد من سرق اموالهم وودائعهم حتى تعويض سنوات العمل، والى من يتحفون هؤلاء بانهم سيعطونهم «مكرمة» ترقى الى راتب اضافي كل شهر وبدل نقل لا يوازي 5% من أساس راتبهم قبل اشتداد الأزمة.
من قال لهؤلاء أن الموظف والعامل يريد مكرمة او «شحادة» انه يريد ان يعيد له هؤلاء ما سلبوه طيلة سنوات حتى أوصلوا اقتصاد البلد الى الحضيض، يريد ان تحاسبوا جميعاً وتلقوا الجزاء اللائق بكم وبجرمكم، يريد ان يستفيق من الكابوس الذي جعلتموه يعيشه حتى تمنى أن يكون كابوساً وليس واقعاً يدفعه إما الى الانتحار او الى الهجرة الى اصقاع الارض، ولكن كيف السبيل للخروج من الكابوس وما زالت اسبابه جاثمة على احلام الوطن؟.
لا نعلم اذا كان اللاهث وراء حبة دواء لتخفيف ألم احد احبائه سيبقى يلهث دون ان يصرخ، البعض قرر الصراخ واقتحم وزارة الصحة، لكن سيبقى كثيرون يلهثون دون ان يصرخوا حتى يفقدوا من يلهثون لأجله، اصرخوا قبل ان تفقدوا احباءكم من اجل حبة دواء أو تفقدوا صغيركم من أجل كوب حليب أو كسرة خبز، لن ينفع الصمت بعد الآن ولن ينفع الاختباء بعباءة الطائفة كلنا نجوع، إنها حكاية وجع كل لبناني.