بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

18 شباط 2021 12:10ص "حكايتني مع كورونا"

حجم الخط
أبداً ما كنتُ لأظن أنّني سأُهزم في إحدى جولات المواجهة مع "الموت القادم من الشرق".. وأبداً ما كُنتُ لأعتقد ولو لبرهة أنّ كل المتاريس.. والاحتياطات والتدابير والحجر والإلتزام.. وكمية الأدوية والمعقّمات والكفوف والكمّامات على أنواعها.. ستُخترق بغفلة من "جهاز الكوماندوس" الذي استنفرته لحماية أسرتي.. فإذ به يدخل إلى عالمنا من بوابة "العشق الأبدي"..
شاءت الظروف وحكمت الأقدار أنْ يحل بنا "الضيف اللعين".. يعبر أسرّتنا ناشراً آلامه وسقمه على أجسادنا.. فلا يميّز بين كبير أو صغير.. صحيح أو عليل.. بل يتسلّل بيننا كثعبان أرقط يسعى للانقضاض.. وحين يتيقّن من دخول الفريسة إلى وكر "الغفلة".. سدّد الضربة في مرمى الهدف.. مسجلاً (1-صفر) عشية اكتمال العام الأول للتفشي.. وعشية وصول اللقاح ليسدّد سمومه وينتشر بين أفراد أسرتي الصغيرة..
ظنَّ "اللعين" أنّه هزمني.. لكن الواقع – ولله الحمد – أثبت عكس آمال "الشيطان الأمرد".. وكُنّا له "بالمرصاد".. فلا رضوخ ولا تراجع ولا استسلام.. بل ثابرنا متحدّين الوسواس الخنّاس.. والخوف من لحظة يستقيم في خط النبض.. أو تهوي مستويات الأوكسجين.. أو تتفاقم الحرارة فتحرق أخضر القلب ويابسه.. ناهيك عن سهر الليالي صديقة الآلام والأوجاع.. 
وحدّث ولا حرج بيوم تلو آخر ووهم تلو آخر.. حتى إذا ما انقضت الأيام الـ14 ومعها قلّة قليلة من أيام التداعيات والمخاوف من المضاعفات.. وإذا ما تأكدنا من عبور جسر النجاة فوق حمم الموت.. حتى كان الميلاد الجديد وكان الإصرار على الاستمرار في رحلة المواجهة.. لأن الحرب لم تنته والتأقلم مع "الشر المستطير" مستمرة.. فمعايشته أصبحت واقعاً حتمياً.. واللقاح لم يُثبت حتى حينه فعاليته الأبدية.. لتكون تلك "حكايتني مع كورونا"..
 

أخبار ذات صلة