بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 آب 2021 12:06ص حنـــين

حجم الخط
من أجمل ما كتب شاعر فلسطين محمود درويش قصيدته التي يقول فيها: «أحن إلى أمي وقهوة أمي وخبز أمي..» الخ.
ونحن جيل يحن إلى مدينته التي ترعرع في أحضانها طفلاً ويافعاً... ورجلاً.
المدينة الأم التي اغدقت حنانها حتى النسغ ولم تبخل بالاحتضان، فكانت الدفء في القرّ والنسيم العليل  في الحر.
بيروت تلك التي نعشق ليست مدينة المدن، هي عالم كامل لا يشعر نبضه الا من بادلها حباً وعشقاً.
أراها اليوم حزينة عاتبة..
تقول فجّروا متنفسي، شوهوا معالمي، حطموا تراثي، غيّروا تقاليدي واعرافي..
ألا يدرون ماذا يفعلون؟!
إذا كانوا لا يدرون فتلك مصيبة..
وأن كانوا يدرون فالمصيبة أعظم.
عروس المتوسط ليست سلعة تباع وتشترى..
مدينة أغلى من التبر وأثمن من الدرر والفيروز..
يظنون انها سبيت..
لا .. هي عصيّة على السبي، ابنة التاريخ لا تضام..
ما لهذه الطوابير تنفث سعيرها، ما لهذه الجموع تبحث عن قوتها؟
لماذا يزرعون القبح في مساكب ياسمينها؟
هي التي لم تعرف الحقد يوماً ولا لامست الضغينة.. أبوابها مشرعة لكل طارق وكرمها يقضي على كل عائق..
نحن إليها، إلى شوارعها العتيقة فمع كل خطوة على أرضها جزء من ذاكرة عمر لم يعهد منها الا العطاء..
فكّوا أغلالها، حرروا أنفاسها،  أكرموا انسانها..
ابعدوا أحقاد الكراسي عن لؤلؤها..
اقصوا رماد فحمكم عن بياضها..
هي  الحلم.. ولكن .. لكل حليم ثورة.