بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

18 نيسان 2018 12:33ص «خدرج» تنقش على التاريخ!

حجم الخط
 
برهافة وبانسيابية شغوفة، ترسّخت في النفوس البيروتية ابان عهد الأجداد والآباء حتى اليوم (ظلال الأماكن) لا سيما منطقة المصيطبة التي ولدت فيها الحجة «خدرج عيتاني» التي تلتصق بالذاكرة.
ويبرز (المكان المصيطباوي) بعطره ورائحته وانسانيته، وحيوية ما يحدث فيه حتى ولو كان صمتاً. المصيطبة و«خدرج عيتاني» وبطاقة دعوتها إلى (الرملة البيضاء) في (الأربعاء الأخير النيساني) للمشاركة باحتفالية «أربعة أيوب» مع رفيقات العمر إحياءً للتراث البيروتي وبمشاركة «رابطة أبناء بيروت» حاملة مشعل التراث في كل مناسبة دينية أو تراثية. «الرملة البيضاء» المسلوية (...) هو سحر المكان الذي يركن في زوايا الذاكرة ورائحته وخصوصيته التي يتفرد بها المكان، ويؤثر بتلك الحقيقة في البشر القاطنين فيه. وكذلك دوره في التاريخ الإنساني التي تشدك وتناديك وتساهم بوجودك. وهل يمكنك الوثوق في الحيّاة دون مكان آخر.
«خدرج عيتاني» بيروتية استثنائية، متمردة ومتفردة، وعاشقة التراث، تحيي (مدرسة الاجداد) للراوي وما يعانيه من تحديات. والرهان الحالي امام الراوي، كيفية جذب جيل المستقبل إليه. وفاءً للتراث وإحياءً للموروث من يحمل بين طيّاته عبراً ودلالات حياتية فكان لا بدّ من تكريم الحجة خدرج عيتاني واحدة من كنوز بيروتية وجمع الرواة والشد على أيديهم للمضي قدماً في مجابهة العولمة، التي تفتك بإنتاج فكري مثل معلماً حقيقياً للاجداد. لا يجوز أن تبقى مسألة (التراث البيروتي) نهباً موزعاً على الحماسة وأن لكل زمان قوانينه يقول المؤرخ عبد الفتاح خطاب، ويضيف: «قضية التراث أشدّ تعقيداً وأكثر تداخلاً من ان يحلها موقف حاد متعصب»!
إحياء التراث البيروتي والإسلامي ليس مهمة عشوائية أو فردية أو بيئية، بل هي قضية أساسية واردة في معركتنا الراهنة من أجل إثبات الوجود في حضارة العصر. ونقول بملء افواهنا مزيداً من احياء التراث وتحقيق كنوزنا القديمة.. ونشرها، ومزيداً من توظيف التراث في بناء حياتنا الحاضرة. ولا عذراً لنا بالتقصير.
ان تراثنا كنز ثمين أسهم في تطوّر اجيالنا ومسيرتنا. وليكن تراثنا لصالح الحاضر والمستقبل والمصير. وتبقى «خدرج» عبقها الدائم والمميز، رساخة؟! شاهدة على ما عرفته ارجاء المكان؟ ونقش على التاريخ!

أخبار ذات صلة