بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

5 تشرين الأول 2017 12:07ص خدمة مَنْ لا يستحق!!

حجم الخط
ومرّة أخرى ندخل إلى عالم «صاحبنا».. لنتقصّى حكاية جديدة من يومياته.. التي على هزلها قاسية حتى المدمع.. وعلى لدغتها سامّة حتى الوجع.. وعلى رتابتها تتلوّن وتتكرّر باختلاف المواقف والوجوه..
هذه المرّة وبقاء الحال من المُحال.. اتصلت عقيلة «صاحبنا» تبلغه بأنّ السائق الذي اتفق معه.. لإيصالها وطفلتهما ليلاً إلى المنزل قد تعرّض لحادث سير.. وهي عالقة بين سندان البقاء في منزل إحدى صديقاتها والساعة شارفت على الثامنة مساءً.. وبين مطرقة البحث عن سائق آخر يمكن الوثوق به لنقلهما إلى المنزل..
فما كان من «صاحبنا» إلا وطلب من أحدهم.. وهو الذي سبق وكان وإياه أفضل من «سمن على عسل».. المغادرة على عجل كي لا تبقى أسرته إلى وقت متأخّر من الليل.. أي موعد مغادرته عند الحادية عشرة ليلاً في دارة رجل غريب.. لكن هذا الـ«أحدهم» سرعان ما تقلّب كميزان تلوّت دفّتاه من فراغهما بين أجنحة الهواء.. وانفجر كبركان مؤثراً الموافقة على المغادرة.. كونه يحتاج إلى خدمات «صاحبنا» على أحر من الجمر.. غير عابئ بطفلة قد أزف موعد نومها.. أو زوجة تأخّرت عن دارها ليلاً بعدما كانت تقوم بواجب مُلح..
وتناحر الطرفان.. وتطاول ذاك الـ«أحدهم».. وحاول تكراراً استفزاز «صاحبنا».. راغباً في إحراجه لإخراجه.. وهادفاً إلى وضع الزيت فوق نيران غضب «صاحبنا».. إلا أنّ الأخير كظم غيظه ولجم إبليسه.. وأرسى أسمى النقاط فوق حروف الواقع.. فاتصل بشركة لسيارات الأجرة على ثقة بها.. وطلب نقل عائلته الصغيرة إلى حيث تريد..
وفعلاً هو ما حدث.. ومرّت الليلة على هدوء.. وما أنْ آن موعد الخروج من الموقع بشكل رسمي.. حتى سأل الـ«أحدهم».. وماذا عن وعن وعن وعن؟؟؟.. فكان جواب «صاحبنا»: أهي من واجباتي؟.. أجابه بالنفي.. «لكن اعتدنا على دعمك».. فعلى مضض وبسرعة البرق جاء الجواب الشافي: «على نفسها جنت براقش.. وقد طال أمد خدمتنا لمَنْ لا يستحقها.. وحان زمن حصاد زرعكم في حقولنا».. وغادر غير ملتفتٍ خلفه...


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!